نداء بوست- عبد الله العمري- الحسكة
يعاني معظم الفلاحين في مدينة رأس العين شمال الحسكة الواقعة ضِمن منطقة عملية ”نبع السلام”، صعوبة في تسويق وبيع محصول القطن هذا العام نتيجة لعدم وجود سوق لتصريفه.
وقال مراسل “نداء بوست” في الحسكة: إن معظم الفلاحين في رأس العين قاموا بجني محاصيلهم من مادة القطن وتخزينها في منازلهم، نظراً لعدم وجود آلية لتصريف تلك الكميات التي أرهقتهم تكاليف إنتاجها طيلة الأشهر الماضية.
عبد الرحمن الحسن من أهالي قرية مختلة بريف رأس العين الغربي يقول في حديثه لـ”نداء بوست”: إنه تحمل تكاليف باهظة لزراعة القطن نتيجة غلاء أسعار المحروقات أولاً حيث وصل سعر البرميل الواحد من المازوت إلى 650 ألف ليرة سورية، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف رش الأدوية والمبيدات وكذلك اليد العاملة طيلة فترة زراعة المحصول.
وأضاف: ”نحن الآن مطالبون بدفع تلك التكاليف التي كان أغلبها عن طريق الاستدانة وفي حال لم نتمكن من بيع المحصول فإننا سنقع في مشكلة أكبر”.
أما أبو حسن فيقول في حديثه لـ”نداء بوست”: ”لقد قمت بدفع مبلغ يصل إلى عشرة آلاف دولار في سبيل تركيب ألواح طاقة شمسية لتشغيل الغاطس في البئر الموجود في أرضي، وذلك كبديل عن المحركات التي تعمل على المحروقات، والآن أنا مطالب بتسديد تلك الأقساط، ونتيجة لعدم وجود آلية واضحة لبيع المحصول فقد أحجم أغلب التجار عن شراء إنتاج القطن هذا العام”.
ويقول أحد تجار القطن والذي فضل عدم ذكر اسمه: إنه توجه أكثر من مرة لغرفة التجارة في المجلس المحلي للمطالبة بإيجاد آلية لتصريف محصول القطن عن طريق البوابة التركية أو إيجاد حلول أخرى ولكن دون جدوى.
وتتراوح أسعار القطن بحسب التاجر بين 900 و950 دولاراً للطنّ الواحد في مدينة رأس العين، بينما يباع في الداخل التركي بأسعار تتراوح بين 1300 وحتى 1500 دولار للطنّ الواحد.
وتزداد معاناة الأهالي وخاصة الفلاحين نتيجة غياب الحلول، وكذلك تجاهُل المجلس المحلي ومديرية الزراعة ومديرية التجارة العامة لمعاناتهم، حيث إنه من المفترض أن تعمل تلك الجهات على توفير آليات وطرق لتسويق المحصول كون المجلس المحلي يُعتبر المؤسسة الخدمية الأولى والوحيدة في المدينة.
وكما هو معلوم فإن مدينة رأس العين وريفها تشتهر بأراضيها الزراعية الخصبة والصالحة لزراعة كافة أنواع المحاصيل، غير أن نسبة المساحات المزروعة انخفضت بشكل كبير نتيجة ارتفاع التكاليف وغياب كافة أنواع الدعم من قِبل المؤسسات المختصة بالقطاع الزراعي.