نداء بوست- أخبار سورية- تحقيقات
يزداد القلق الإسرائيلي مع اقتراب الغرب من إبرام الاتفاق النووي الإيراني، الأمر الذي تدركه إيران جيداً، كما تدرك أن تل أبيب تراقب عن كثب وبدقة استغلال طهران للانشغال الدولي في أزمة روسيا في أوكرانيا لتعزيز أمنها النووي، واستغلالها للانشغال الروسي في مدّ نفوذها بشكل أكبر في سورية.
وأكدت مصادر لـ”نداء بوست” أن إيران تتوقع ضربة إسرائيلية لا تقتصر فقط على مواقع إيران في سورية؛ بل تستهدف مباشرة مواقع نووية في إيران، وبحسب المصدر فإن هناك جاهزية للقوات الدفاعية في إيران وفي سورية.
كما أفاد مصدر “نداء بوست” بأن الحرس الثوري الإيراني وبمشاركة من قيادات في حزب الله اللبناني نصب مطلع نيسان/ إبريل الجاري صواريخَ إيرانية الصنع من نوع “فجر” ذات مدى 300 كم على قواعد بحالة الإطلاق، وذلك في اللواء 43 التابع للفرقة التاسعة، وبلغ عدد هذه الصواريخ أكثر من 60 صاروخاً في هذا الموقع بين بلدتَيْ بصير وجباب شرق الصنمين في درعا.
وأشار المصدر إلى أنَّ 30 صاروخاً من نفس النوع قام الحرس الثوري بنصبها على قواعد في حالة الإطلاق في الفوج 89 شرق جباب، مع استمرار الجاهزية العالية وتشغيل أبراج المراقبة والاتصال المرتبطة برادارات ومنظومات دفاع جوي وضعها الحرس الثوري في حالة تأهُّب قصوى منذ شهرين تقريباً.
وبحسب مصدر “نداء بوست” فإن القوات الإيرانية في سورية لا تتأهب لمجرد صد وإعاقة السلاح الإسرائيلي الذي تتوقع أن يستهدفها؛ بل تستعد إيران لتنفيذ ضربات صاروخية على أهداف داخل الحدود الإسرائيلية ينطلق جزء منها من المنصات الصاروخية في جنوب سورية.
بدوره، قال الباحث العسكري العقيد محمد الفرحات: إن “الميليشيات الإيرانية قامت بتجهيز بنية عسكرية كاملة في سورية بالاستعانة بجيش النظام من خلال تنصيب قواعد إطلاق صواريخ ومنصات دفاع جوي داخل ثكنات النظام وحتى داخل القواعد الروسية والتي يشترك فيها عناصر من الإيرانيين والروس”.
وأضاف في حديث لموقع “نداء بوست” أن “إسرائيل قامت بتكثيف هجماتها في الآونة الأخيرة ضد المواقع الإيرانية تحسُّباً لمنع امتلاك الميليشيات الإيرانية منظومات دفاع جوي حديثة واستطاعت إلى حد ما تدمير القدرات الإيرانية ولكن لا زالت الميليشيات تمتلك الدعم المفتوح لبناء منظومة متكاملة في حال حظيت بالدعم من الروس”.
بدوره، اعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أن الهجمات التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي ضد أهداف في سورية منعت تموضع الميليشيات الإيرانية هناك.
وقال: “كان لتسلسل الهجمات التي قادها سلاح الجو أثرها الرادع في منع تموضع القوات الإيرانية في سورية، ومنع إنشاء قوة حزب الله في جنوب هضبة الجولان”.
وأضاف: “منعنا عدونا من تعزيز أنظمة أسلحة متطورة، وأحبطت قواتنا بشكل مباشر وفوري تهديدات كان من المفترض اختراقها دولة إسرائيل والمسّ بمواطنيها”.
كما أشار إلى أنه يجري العمل “على زيادة وتطوير نطاق المنصات الجوية بجميع أنواعها، وزيادة نطاق أجهزة الاستشعار من الجو، وزيادة نطاق التسلح بطريقة غير مسبوقة”.
وأردف: “كل هذه الأمور سيتم استخدامها في يوم إصدار الأمر بضربات نارية دقيقة، ومعدلات هجمات ودمار عالية جداً، وسيصاحب ذلك جزء رئيسي من المناورة، وبالتالي سيتم اعتماد وتحقيق مبدأ الشراكة وجعل سلاح الجو شريكاً كاملاً في العمل”.
من جانبه، توجه قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء عميركام نوركين إلى “الأصدقاء في الشرق الأوسط”، بكلمة باللغة العربية أكد فيها على “أهمية دور سلاح الجو كشريك فعّال في تعزيز التعاون، والمشاركة من أجل أمان شعوب المنطقة”.
ومنذ عام 2013 تشن المقاتلات الإسرائيلية حملة جوية ضد أهداف تابعة للميليشيات الإيرانية في سورية، تقول تل أبيب: إن الهدف منها هو منع تموضع إيران على الأراضي السورية وتحديداً في المنطقة الجنوبية.
وبحسب صحيفة “جيروزاليم بوست” فإن سلاح الجو الإسرائيلي، تحت قيادة قائد سلاح الجو المنتهية ولايته عميكام نوركين، ضرب 1200 هدف بأكثر من 5500 قنبلة خلال 408 مهمات، على مدى السنوات الخمس الماضية.
وقالت الصحيفة (دون أن تشير إلى مصدر معلوماتها): “في عام 2021 وحده، تم تنفيذ عشرات العمليات الجوية، باستخدام 586 قنبلة ضد 174 هدفاً”.
وأشارت إلى أنه في المقابل تم إطلاق 239 صاروخاً، تجاه الطائرات الإسرائيلية خلال العمليات، إلا أن الغالبية العظمى من هذه الصواريخ أخطأت أهدافها، وفقاً للصحيفة.
وأوضحت أن الهدف من الهجمات كان “منع إيران من التمركز على حدود إسرائيل الشمالية، وتهريب أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان”.
وقبل أيام، أفاد مصدر خاص لـ”نداء بوست” بشن هجوم من طائرات مسيرة أمريكية على مقرات تابعة للحرس الثوري الإيراني في المربع الأمني في حي الجمعيات بالبوكمال، بالإضافة إلى مقرات عسكرية وأمنية خاصة بحزب الله اللبناني وفوج 47 بمنطقة الهجانة بالبوكمال.
الهجمات بحسب مصدر “نداء بوست” حصلت منتصف الليل من يوم 21 نيسان/ إبريل 2022، حيث انطلقت من قاعدة الشدادي الأمريكية 3 طائرات دون طيار من طراز MQ-9 Reaper محملة بصواريخ من نوع Hellfire.
ونتج عن الهجوم مقتل قيادييْنِ اثنين من الحرس الثوري هما: الحاج زهقان ماهد (قيادي أمني بالحرس الثوري – إيراني الجنسية)، والحاج علي زهبندر (قيادي بالحرس الثوري – إيراني الجنسية).
وجرح أربعة عناصر من الحرس الثوري، اثنان منهم عناصران محليان تم نقلهما إلى مشفى الهنا الجراحي بالبوكمال.
وبناء على تلك الهجمات قام الحرس الثوري بفرض طوق أمني حول المناطق المستهدفة، كما أغلق الشوارع ونشر الحواجز الطيارة داخل البوكمال، وبحسب مصدر “نداء بوست” فقد تم عقد اجتماع أمني بعد ظهر يوم 21/4/2022 بأمر من الحاج عسكر (عسكر صدر زاده، قائد الحرس الثوري بالبوكمال – إيراني الجنسية) وذلك في أحد المقرات العسكرية الواقعة بحي الكتف بالبوكمال، وقد حضر الاجتماعَ عددٌ من القياديين الأمنيين في الحرس الثوري وحزب الله اللبناني وحزب الله العراقي ولواء فاطميون وقياديين محليين بفوج 47، وطلب الحاج عسكر من الأمنيين البحث والتدقيق في ملفات العناصر المحليين المنتسبين للحرس الثوري، ومراقبة تحركاتهم إذا كان لهم ارتباط مع جهات خارجية، والتعامل الفوري مع مَن تدور حولهم الشكوك بالمراقبة والتصفية بشكل مباشر.
وبحسب مصادر “نداء بوست” فإن هذه الهجمات الأمريكية على المواقع الإيرانية في البوكمال أتت بعد وصول خبراء عسكريين إيرانيين إلى البوكمال بتاريخ 19 نيسان/ إبريل 2022 قادمين من منطقة السيدة زينب في دمشق للقاء قياديي الحرس الثوري بالمنطقة الشرقية.