روى رجل الأعمال التركي "وقاص أورهان" تفاصيل 10 أعوام قضاها في سجون النظام السوري، إثر اعتقاله في عام 2011 بعد دخوله إلى الأراضي السورية بقصد التجارة.
وقال "أورهان" إنه تعرض للتعذيب والمعاملة السيئة في سجون النظام، طيلة فترة احتجازه، موضحاً أنه تعرض للاعتقال بينما كان يغادر منزله في سوريا للعودة إلى تركيا، حيث وجهت الأفرع الأمنية له تهمة "التجسس لصالح أنقرة".
وأوضح أن النظام السوري وضعه في بادئ الأمر في سجن بمدينة حلب، حيث بقي هناك 7 أيام، تعرض فيها للتعذيب الجسدي 3 مرات، مضيفاً: "كانوا لا يتورعون عن ممارسة كافة أنواع التعذيب، بما في ذلك وضعي في سجن انفرادي يحتوي على مياه آسنة بعمق 25-30 سم، لم يكن من الممكن أن أستلقي، فضلا عن الشعور المستمر بالبلل"، وذلك وفقاً لما نقلت وكالة "الأناضول" عنه.
بعد ذلك نقلته استخبارات النظام إلى سجن آخر، حيث قضى هناك عاماً ونصف، خسر خلالها 35 كيلو غراماً من وزنه بسبب الجوع.
وعن ذلك السجن، قال "أورهان": "ذات يوم فقد أحد السجناء حياته في الزنزانة المجاورة، قلت وقتئذ: يا رب، إذا كان مقدراً أن تكون خاتمتي على هذا النحو فأنا راضٍ بمشيئتك، قمت وتوضأت استعداداً لملاقاة الموت في أي لحظة، لقد كانت السجون السورية هي المكان الذي ينتظر فيه المرء قدوم الموت في أي لحظة".
وتابع: "كان السجانون يعطوننا دقيقاً قدر كوب شاي يومياً ولمدة 6 أشهر، وخلال الأشهر الستة التالية، تم إطعامنا فتات الخبز المتعفن الموضوع في أكواب ماء، لقد مرت أيضاً فترات لم نكن فيها نحصل على أي طعام، فضلاً عن عدم وجود كهرباء ولا ماء ساخن ولا تدفئة في السجون".
وأشار إلى أنه تنقل بين سجون مدن حلب وحمص واللاذقية، وبسبب المشاكل الصحية التي كان يعاني منها داخل المعتقل وإصابته بالبروستات ومرض القلب وضيق التنفس، اعقتد السجانيين أنه سيموت قريباً وأطلقوا عليه اسم "الجثة رقم 3".
وأثناء فترة اعتقاله، تعرض لكسور في منطقتي الورك والفخذين بسبب التعذيب المستمر، وقيام أحد عناصر قوات النظام بركله على ظهره ما أدى إلى سقوطه من أعلى الدرج إلى أسفله.
يذكر أن قوات النظام السوري أطلقت سراح "أورهان" في 18 أيار/ مايو الماضي، وبعد استلامه من قبل السلطات التركية وإجراء التحاليل الطبية له تبين أنه يعاني من كسور في الفخذ الأيسر والورك، ما دفع الأطباء لإجراء عملية جراحية عاجلة له.