1- ما هو تقييمكم لما وصلت له أوضاع قوى الثورة المسلحة؟
حسن الدغيم: من ينظر لقوى الثورة المسلحة من زاوية ما ينبغي عليها أن تكون من التنظيم والإدارة والاحترافية.. فما يزال الوقت مبكراً على القول بذلك… وإن كان النظر إليها من خلال ما استطاعت إنجازه رغم محدودية الامكانات وتكاثر الأعداء وعنف الصراع غير المتكافئ، يمكن القول إنها قطعت شوطاً مهماً على مستوى التنظيم والإعداد وتحمل مسؤولية الدفاع والأمن بما يخولها من خوض معارك طويلة وقاسية نسبياً… كما استطاعت تأسيس بعض المؤسسات المهمة على مستوى القوات المسلحة مثل الشرطة العسكرية والقضاء العسكري وتنظيم الفيالق والفرق وإنشاء مراكز التطوع والتدريب إلى جانب الوعي الثوري العام والتوجيه المعنوي.
2- هل توافقون على الطرح القائل بأن التحول لعسكرة الثورة تسبب بإضعافها وتفوق النظام؟
حسن الدغيم: تحول الثورة للعسكرة لم يكن خيار الثائرين بل اضطروا إليه اضطراراً للدفاع عن المدنيين والعزل أمام الميلشيات الطائفية وفرق الموت الإيرانية فضلاً عن جيش النظام السوري المجرم، ولم يكن سبباً في إضعافها البتة … بل ساعدها في تأمين بيئة آمنة نسبياً في مناطق واسعة من الأرض السورية، ولكن يمكن القول أنه دفعها للحاجة والعوز أكثر للدول.
3- لماذا لم تنتهي الحالة الفصائلية في قوى الثورة المسلحة حتى اليوم؟ وما هي الخطوات التي يجب اتباعها للوصول إلى مؤسسة عسكرية حقيقية قادرة على الدفاع عن أهداف الثورة؟
حسن الدغيم: لم تنته الفصائلية حتى اليوم بسبب تأسيسات التشكيل الثوري، فالجيش الحر لم يكن انشقاق فيلق أو فرق كاملة عن جيش النظام المجرم وإنما كان انشقاق بالأفراد والعشرات دون تنسيق وترتيب، وكان هؤلاء المنشقون ينخرطون في تشكيلات عشائرية أو حركات ثورية مناطقية أو بعضها كالتي تحمل مشروع سياسي أو ديني، وهذا السبب الذي رسخ الفصائلية وخاصة قيام الجيش الحر بالعبء الإنساني والإداري وتشكيله لمؤسسات تتبع له، ولكن لابد من عدم الرضى عن هذه الحالة رغم تفهمها وعلينا الارتقاء لما هو أفضل عن طريق:
أولاً: استمرار الضخ والتوجيه الثقافي والمعنوي لرفع سوية الوعي العام من العفوية الثورية إلى عقلية الدولة ومن التفكير على مستوى الفصيل للتفكير على مستوى الوطن.
ثانياً: توحيد الإنفاق العسكري عبر وزارة المالية في الحكومة السورية المؤقتة أو على الأقل عبر وزارة الدفاع.
ثالثاً: افتتاح الكلية الحربية لاستكمال القادة الثوريين للدورات العسكرية المركزة ومنحهم رتب تعادل كفاءتهم أو دراستهم.
رابعاً: يرتبط ماسبق بالاعتراف القانوني الدولي بالحكومة السورية المؤقتة والجيش الوطني.
4 – ماهي الصفات التي يجب أن تتصف بها المؤسسة العسكرية لسوريا مستقبلًا؟
حسن الدغيم: جيش من كل السوريين ولكل السوريين حيادي تماماً تجاه جميع المواطنين يحرس ولا يدير، ويحمي ولا يحكم.