نداء بوست- إدلب- أحمد عكلة
انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من الأمراض بين الأطفال في الشمال السوري وكان من أبرزها التشوُّهات القلبية التي أجبرت الأهالي على إرسال أطفالهم للعلاج في المشافي التركية.
وتعد أمراض القلب الخلقية أكثر العيوب شيوعاً بين حديثي الولادة، إذ يُصاب حوالي 1 من كل 100 حالة ولادة.
ويمكن الكشف عن هذه الأمراض قبل أن يولد الطفل عن طريق تصوير الجنين بالموجات فوق الصوتية، أو بعد الولادة إذا كانت هناك أعراض أو ملاحظات غير طبيعية خلال الفحص الطبي البدني.
ويكون لدى العديد من الأطفال الذين يعانون من أمراض القلب الخلقية عيوب بسيطة لا تتطلب العلاج، وغالباً ما تُشفى بشكل طبيعي مع مرور الزمن، أما الأوضاع الأكثر تعقيداً فتحتاج للتدخل الطبي.
وقال نائب مدير الصحة في إدلب الطبيب رفعت الفرحات إنه: “ليس هناك علاقة بين التشوهات القلبية والخوف من القصف أو آثار الحرب فهي عادة ناتجة عن بعض التلازمات الصبغية، وبعض التشوهات الصبغية الخلقية والتي تكون أثناء تكوُّن الجنين في المراحل الأولى”.
كما أضاف في حديث لموقع “نداء بوست” أنه “من الممكن أن يكون لمخلفات الحرب دور مثل الأشعة التي تساهم في تشوهات الجنين ومنها تشوهات القلب وبشكل عام التشوهات القلبية عند الأطفال واردة الحدوث وهي كثيرة”.
وأشار الطبيب إلى أن “معظم التشوهات القلبية لدى الأطفال ليس لها علاج في الداخل السوري لأن معظمها تعتبر بحاجة لتدخل جراحي في الشمال السوري لذلك يتم تحويلها إلى تركيا”.
وأكد الفرحات أنه “لا يوجد وقاية عامة للحد من التشوهات القلبية لذلك فإن الحل الوحيد هو الابتعاد عن الحرب وهو حل صعب للغاية”.
ونوه في حديثه بأن “هناك بعض الأمراض مثل الحصبة الألمانية قد تساهم في زيادة التشوهات القلبية عند الأطفال ولها وقاية منذ الصغر من خلال اللقاحات الثلاثية الفيروس وكذلك تجنب استعمال الأدوية العشوائية مثل التعرض للأشعة في الأشهر الأولى للحمل”.
وتتراوح أمراض القلب عند حديثي الولادة ما بين عيوب خلقية صغيرة غير متناظرة، ولا تسبب أي مضاعفات أو أعراض، ومشكلات كبيرة تتطلب تدخلاً طبياً سريعاً، حتى لا تؤثر على حياة الطفل.
حيث إن بعض هذه العيوب يؤدي إلى ضخ الدم بشكل غير طبيعي، أو ضخّه باتجاه خاطئ، وتتمثل هذه المشكلات والتشوهات التي تتكون خلال مرحلة نمو الجنين داخل رحم الأم، بثقب صغير في القلب، لا يسبب أي ضرر، يمكن أن يغلق تلقائياً دون أي تدخل طبي.
وكذلك الإصابة بثقب كبير في القلب يحتاج إلى علاج عن طريق القسطرة القلبية لسد ثقب القلب، أو لتوسيع الصمام.
وهناك بعض الحالات التي تحتاج إلى تدخل جراحي، من أجل تحويل مجرى الدم وإعادته لمساره الصحيح.
من جهته أكد الطبيب بشير إسماعيل وهو مدير المكتب الطبي في معبر باب الهوى أن “تشوُّهات الولادة في منطقة القلب منتشرة بشكل كبير جداً ونسبة حدوثها في المحرر إذا كان هناك زيادة عن السابق تكون من خلال قاعدة بيانات”.
وأضاف في حديث لموقع “نداء بوست” أنه “تقدر نسبة فتحات القلب بـ1 بالألف من الولادات ونحن شهرياً نقوم بإدخال نحو 100 طفل لديهم تشوهات قلبية ونسبة 25% من المرضى الذي يدخلون تركيا هم من الأطفال أصحاب التشوهات القلبية”.
وأكد إسماعيل أن “منهم من هم علاجهم دوائي ومنهم مَن يحتاجون إلى عمليات جراحية وهناك تشوهات قلبية لها أكثر من نوع وهناك علاج متوفر في الشمال السوري في مشفى الهداية في منطقة قاح في مركز جراحة القلب وتم إجراء أكثر من عملية ولكن هناك نقص في الإمكانيات والكوادر الطبية ولذلك فإن 90% من الحالات يتم تحويلها إلى تركيا لتلقي العلاج”.
وذكر في حديثه أنه “في تركيا يتم مراقبة الطفل من خلال فحص وزنه وصحته حتى يكون جاهزاً للعملية وهناك ترتيبات معينة يخضع لها الطفل”.
جدير بالذكر أن دراسة طبية أكدت أن حوالَيْ 40٪ من الأطفال الذين يعانون من أمراض القلب الخلقية يحتاجون إلى العلاج في مرحلة الرضاعة أو الطفولة، ومع التقدم في الرعاية الصحية، فإن معدلات نجاح التدخلات الجراحية لعلاج العيوب البسيطة ومتوسطة التعقيد أصبحت ممتازة وتبلغ 98-99٪.