نداء بوست- عواد علي- بغداد
كشفت ممثلة الأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، خلال جلسة الاستماع الأخيرة التي عُقدت في مجلس الأمن، أن الأوضاع في العراق “باتت تخرج عن السيطرة”، مؤكِّدةً وجود معلومات حول نية تنظيم “داعش” استغلال الفراغ والخلافات السياسية لإعادة بعث تنظيمه مرة أخرى داخل العراق، والشروع بتنفيذ عمليات إرهابية من نوع جديد، تقوم بتنفيذها مجاميع من الخلايا النائمة عَبْر البلاد.
وأعلنت المسؤولة الأممية، خلال إفادتها أمام مجلس الأمن، أن “وقت العراق بات ينفد”، مؤكدةً وجود توقعات حقيقية بوقوع مشاكل أمنية وسياسية كبيرة خلال الفترة القليلة المقبلة، في حال استمرار ما وصفته بحالة “الانسداد السياسي” الحالية التي تعاني منها السلطات العراقية، نتيجةً لفشلها في حل الخلافات السياسية بينها، وتشكيل حكومة جديدة في الوقت الدستوري المسموح به داخل البلاد.
وقالت بلاسخارت: إن أربعة أشهر مضت، منذ إعلان النتائج النهائية الرسمية للانتخابات العراقية التي جرت أكتوبر الماضي، دون وجود أي مؤشر على انفراج قريب في الأزمة السياسية بين الأحزاب، حيث لا تزال تلك القوى السياسية “تتصارع بينها لتشكيل الحكومة المقبلة وسط غياب أي بوادر فعلية لحصول أي شكل من أشكال الاتفاقات بشكل قريب”.
وتابعت أن “الوقت بات ثميناً جداً لإضاعته”، مضيفةً “خلف الصراعات السياسية والتصريحات المتعلقة بتشكيل حكومة الأغلبية الوطنية أو الوفاق، يتساءل العراقيون عن جدوى الانتخابات الأخيرة، بالإضافة إلى وجود مصالح وتدخلات أجنبية في إجراء العملية السياسية العراقية المحلية، حيث بات العراقيون يرون في الخلافات السياسية صراعاً على تقسيم كعكة المناصب السياسية والوزارات، وليس لتغليب مصلحة البلاد”.
وحذّرت المسؤولة الأممية من “عودة التظاهرات” في وقت قريب إلى واجهة الأحداث السياسية العراقية في حال استمرار الخلافات، لافتةً إلى فقدان الثقة بالعملية السياسية، وما ينتج عنها من تظاهرات متوقعة تنادي بتغيير النظام وأحزابه، وتنامي خطر “داعش” بسبب الفراغ السياسي والأمني كأعظم النتائج خطورةً وأكثرها طُروءاً على الوضع السياسي العراقي الحالي.