نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
ترأّس نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، اليوم الأربعاء، الاجتماع الثالث للجنة الوزارية المُكلفة بالتحرك لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، قبيل انعقاد أعمال الدورة العادية (١٥٧) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.
واستعرض الصفدي جهود الأردن وتحركاته في حشد الدعم الدولي لوقف الإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية واللاقانونية التي تستهدف تغيير الهُوِيَّة العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس المحتلة والوضع القانوني والتاريخي القائم فيها، وبما يقوض فرص حلّ الدولتين وتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة.
وتناول الصفدي الجهود المبذولة لحماية حقوق أهالي حيّ “الشيخ جرّاح” في بيوتهم، وتقديم كل إسناد ممكن لأهالي الحي في القدس الشرقية المحتلة بما يحفظ حقوقهم ويبقيهم في بيوتهم.
وتطرق إلى الجهود المستهدَفة ومنها إيجاد أُفُق سياسي حقيقي يُتيح العودة إلى مفاوضات جادّة وفاعلة لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حلّ الدولتين، الذي يُجسد قيام الدولة الفلسطينية المُستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
واستمعت اللجنة إلى إحاطة قدمها وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، حيث أطلع اللجنة الوزارية على المخططات الاستيطانية الإسرائيلية لتهويد مدينة القدس وهدم المنازل والتهجير القسري لسكان المدينة، وزيادة نسبة المستوطنين المتطرفين في المدينة؛ بهدف تقليص وجود المواطنين الفلسطينيين في المدينة، والسعي لتهويد المدينة والأماكن المقدسة.
وطالب المالكي بإقرار خطة “إنقاذ القدس” للتحرك العربي نحو إنقاذ المدينة من المخططات الإسرائيلية المعلنة والممارسة على الأرض لتغطي الخطة كل المستويات السياسية والمالية والاقتصادية والثقافية وغيرها من المجالات وبما يعزز هُوِيَّة المدينة العربية والإسلامية، وتعزيز صمود سكانها الفلسطينيين، وأفاد الوزير بأننا إذا تأخرنا في التحرك فإن ذلك قد يؤدي إلى خسارتنا للمدينة المقدسة.
وأكد وزراء الدول الأعضاء خلال الاجتماع الثالث أهمية استمرار إدامة التحرك المشترك للتصدي للسياسات الإسرائيلية اللاشرعية واللاقانونية التي تمثل انتهاكاً للقانون الدولي وتقويضاً لأسس السلام، من هدم للمنازل، وبناء المستوطنات وتوسيعها، ومصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين، وبما يؤدي إلى استحالة إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً وقابلة للحياة، وشدَّد الوزراء أيضاً على أهمية دعم صمود أهل القدس، وبذل كافة الجهود للوقوف في وجه الإجراءات الإسرائيلية الرامية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس المحتلة.
وأعاد الوزراء التأكيد على أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، ورفض أي محاولة للانتقاص من الحق بالسيادة الفلسطينية عليها، وأي إجراءات أحادية تمسّ المكانة القانونية للقدس.
وشدد الوزراء على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، ورفض جميع الممارسات التي تستهدف المساس بهذا الوضع، وأكد المجتمعون أهمية دور الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية الإسلامية والمسيحية في القدس، ودورها في حماية هذه المقدسات والحفاظ على هُوِيَّتها العربية والإسلامية والمسيحية، والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها.
وأشاد الوزراء بدور لجنة القدس التي يرأسها جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، وما تقوم به من عمل ميداني مهمّ، من خلال وكالة بيت مال القدس لدعم المقدسيين.
اجتماعات اللجنة، عُقدت بعضوية كل من: تونس بصفتها رئيس القمة العربية الحالية، والجزائر، والسعودية، وفلسطين، وقطر، ومصر، والمغرب، والأمين العامّ لجامعة الدول العربية، في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بتاريخ التاسع من شهر آذار/ مارس 2022، على هامش أعمال الدورة العادية (157) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.
ويأتي الاجتماع الثالث للَّجنة استناداً إلى قرار مجلس جامعة الدول العربية رقم (8660) الصادر بتاريخ 11 أيار/ مايو 2021، عن الدورة غير العادية بشأن العدوان الإسرائيلي على مدينة القدس الشرقية المحتلة وأهلها بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك وحي “الشيخ جراح”، الذي قرر تشكيل لجنة وزارية عربية للتحرك والتواصل مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وغيرها من الدول المؤثِّرة دولياً.
Author
-
روائي وإعلامي فلسطيني/أردني..مُعِدّ ومنتج تلفزيوني.. صدر له ثلاث روايات وأربع مجموعات قصصية