نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
أعلنت دائرة الجمارك الأردنية أنّ كوادرها العاملة في مركز جمرك الكرامة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية تمكنت من إحباط محاولة تهريب 21 كغم من مادة الهيروين، بالإضافة إلى 2 كغم من الكريستال وُجدت ضمن مخبأ سري مخبأة بطريقة فنية.
وأوضحت دائرة الجمارك، في بيان حصلت “نداء بوست” على نسخة منه، أنه أثناء التفتيش الدقيق من قبل موظفي الجمارك للشاحنة القادمة من إحدى الدول المجاورة، وجدت المضبوطات مخبأة بطريقة فنية متقنة بإحكام ضمن تصفيحة حديدية داخل العادم الخاص بالشاحنة، الذي تم إعداده خصيصاً لهذه الغاية.
وأوضح مدير جمرك الكرامة العقيد حسين عبيدات، أنّ الكمية التي تم ضبطها من (الهيروين) المخدر بلغت 41 كف هيروين، بالإضافة إلى كيسين من الكريستال.
وعلى الفور تم تنظيم محضر ضبط أصولي بالمحتويات المهربة، وتسليمها مع السائق إلى إدارة مكافحة المخدرات لإجراء المقتضى القانوني بحقهم.
وقال المدير العام لدائرة الجمارك لواء جمارك جلال القضاة: إن كوادر الجمارك العاملة في مختلف مواقعها تمكنت خلال هذه الفترة من إحباط العديد من محاولات تهريب المواد الخطرة (المخدرات)، والقضايا النوعية المتميزة.
وأشاد بـ”الجهود المخلصة واليقظة المستمرة والفراسة العالية والعمل الدؤوب لدى موظفي الجمارك”، معرباً عن “عظيم الشكر والامتنان لجميع منتسبي الدائرة على جهودهم المميزة، وتعاونهم المستمر مع الأجهزة الأمنية كافة”.
وأكّد القضاة على ضرورة الوعي التام بخطورة المخدرات وأنواعها وأضرارها وتأثيرها على النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، مشيراً إلى أهمية الجانب التوعوي من الوقوع في براثن هذه الآفة المدمرة.
وأشار البيان إلى أن دائرة الجمارك تعمل ضمن أحدث الأساليب المعتمدة والتقنيات المتطورة عالميا في المواقع كافة، وتبذل الجهود والطاقات لمكافحة التهريب، وحماية المواطنين من المواد الخطرة والفاسدة بجميع أشكالها وأنواعها، وتهيب بالمواطنين بضرورة الإبلاغ فوراً عن المخالفات الجمركية أو أي حالة تهريب على الرقم المجاني (105) دائرة الجمارك مركز عمليات مكافحة التهريب.
يُذكر أن معبر الكرامة الحدودي، أو مجمع طريبيل الحدودي، هو المعبر الحدودي الوحيد بين الأردن والعراق.
ويُشار، في سياق متصل، إلى أن حدود الأردن الشرقية والشمالية هي الأكثر عرضة لمحاولات تهريب عموم المواد المخدرة، خصوصاً الخطيرة منها مثل الهيروين والكريستال وحبوب الكبتاغون وأنواع خطيرة أخرى. وعلى صعيد الحد الشماليّ والشماليّ الشرقيّ، فقد شكّلت تلك المنطقة الحدودية الحسّاسة ساحة معارك حقيقية، بين القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، وبين المهربين القادمين من سورية مناطق النظام، والمدعومين من جهات متنفذة هناك، إذ تشير تقارير متعددة المصادر إلى أن النظام السوري نفسه وأزلامه والمتحالفين معه، بما في ذلك حلفاؤه في لبنان، وراء عمليات التهريب التي أغرقت محافظة درعا السورية، بحسب تقارير زميلتنا في “نداء بوست” ولاء الحوراني، وتسببت في دوامة اغتيالات دموية أرهقت أولى المحافظات التي هتفت ضد الطاغية، وأعلنت عليه الثورة والعصيان، ناشدة الحرية والكرامة والانعتاق من نظام مافياويٍّ أسريٍّ يخنق، منذ أكثر من خمسة عقود، أنفاس الشعب السوري.
وكان العاهل الأردني شدّد خلال زيارة قام بها قبل أسابيع لتلك المنطقة الملتهبة، على ضرورة التعامل “بقوة وحزم لمنع محاولات التسلل والتهريب، والضرب بيدٍ من حديد كلّ مَن تسوّل له نفسه تجريب جاهزية حرّاس الثغور من نشامى القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي”.
وقد أدى تغيير قواعد الاشتباك المعمول بها في تلك المنطقة إلى مقتل عشرات المهربين منذ مطلع العام الحالي، كما تم ضبط نحو 16 مليون حبة مخدرة (منها الكريستال الأشد خطورة) و17348 كف حشيش.
العقيد الركن زيد الدباس من القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، كان صرّح في وقت سابق أن القوات المسلحة استطاعت جمع المعلومات عن المهربين وطريقة تصنيعهم للمخدرات وطريقة عملهم ورصدهم للحدِّ الأردني، إذ يستخدمون طائرات مسيرة وسيارات عالية الجاهزية.
وكشف وقتها أن الجانب الأردني رصد وجود أكثر من 160 جماعة تقوم بعمليات التهريب بالقرب من الحدود الأردنية، ترافقهم في بعض الأحيان عصابات مسلحة.
وقال: إن تغيير قواعد الاشتباك أتى “لتغيُّر طبيعة التهديد الذي نتلقاه، والأرقام التي تعاملنا معها ضخمة، والمهربون يحاولون، في أكثر من مكان، إعادة الانتشار”.