نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
تعيش محافظة درعا منذ نحو أسبوع أزمة محروقات وصلت لدرجة اختفاء المحروقات وارتفاع أسعارها بشكل كبير، حيث وصل سعر لتر البنزين لأكثر من 9 آلاف ل.س وسعر لتر المازوت 8 آلاف ليرة.
ارتفاع أسعار المحروقات جاء بسبب تخفيض الكميات المخصصة للمحافظات وتسبب بأزمة مواصلات خانقة لتوقف العديد من المركبات عن النقل، كما بات العديد من الحافلات يعمل لمرة واحدة في اليوم ذهاباً وإياباً.
ويشتكي أهالي المحافظة -لا سيما المجبرين على الاستخدام اليومي لوسائل النقل- من الفوضى الكبيرة في تحديد تعريفة النقل وارتفاع التسعيرة إلى أكثر من الضِّعْف ما شكَّل عبئاً إضافياً على المواطنين.
شهد عمران وهي طالبة في كلية الآداب بجامعة درعا قالت لـ”نداء بوست”: إنها أصبحت تخرج من منزلها في ساعات الصباح الأولى كي تحجز دوراً لها في الحافلة وتجنُّباً للازدحام الذي بات مشهداً يومياً صباحاً وعند انتهاء الدوام، وأضافت أن زيادة أجور النقل أرهقت الطلاب وذويهم بسبب اضطرارهم للالتحاق بجامعاتهم بشكل يومي لا سيما مع تحمُّلهم تكاليف الدراسة المرهقة أيضاً.
يقول سمير كنعان الموظف الذي يدفع نصف راتبه أجوراً للنقل لـ “نداء بوست”: إن ارتفاع أجور النقل بات عبئاً عليه إذ إن راتبه الشهري لا يكفي مصاريف عائلته الشهرية في ظل تدنِّي مستوى المعيشة، ويُضطرّ لاقتطاع تلك الأجور التي ارتفعت بين بلدته والمدينة 100 بالمئة فضلاً عن قلة المواصلات وصعوبة إيجاد وسيلة للنقل عند انتهاء الدوام ما يجعله يرضخ لطلبات السائقين ويدفع ضعف التسعيرة.
عدنان الأصفر سائق سيارة أجرة أشار بدوره إلى أن تضاعُف أجور النقل بسبب قلة الكمية المخصصة للسيارات من المحروقات عَبْر البطاقة الذكية إضافة إلى ارتفاع تكاليف الصيانة وقطع السيارات مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية مما يضطرهم لرفع أجور النقل لتأمين قوت يومهم حسب قوله.
يُشار إلى أن ارتفاع أجور النقل ليس الأزمة الوحيدة التي شهدتها المحافظة بل هي واحدة من أزمات متتالية أثقلت كاهل أهلها في ظل تدني مستوى المعيشة والارتفاع الجنوني في الأسعار فضلاً عن الفقر الشديد غير المسبوق الذي تعيشه المحافظة وارتفاع نسبة البطالة بين أرباب الأُسَر.