نداء بوست – سليمان سباعي- حمص
تستمر الميليشيات الإيرانية برسم خُطى مشاريعها التوسعية ضِمن المناطق التي فرضت عليها هيمنتها العسكرية في ريف حمص الشرقي، وذلك من خلال ترسيخها لمعلومات على الصعيد الديني الذي تضمن من خلاله تغيير الطابع الديموغرافي والفكري لأبناء المناطق النائية بما يتماشى مع مصالحها المستقبلية.
مراسل “نداء بوست” في حمص قال: إن منظمة “نور الهدى” التي تديرها إيران ومركزها في العاصمة السورية دمشق زاد نشاطها ضِمن مناطق (السخنة – تدمر- البيارات) مع القرى المتفرقة التابعة لها من خلال نشر دورات تهتم بتعليم أصول الدين “الشيعي” مستغلة حالة الفقر للأهالي من خلال منح المنتسبين للدورات مبالغ مالية “مكافآت” بالإضافة لمجموعة من السلال الغذائية.
القائمون على تسيير شؤون المشاريع العقائدية والفكرية في ريف حمص الشرقي لم يفوّتوا الفرصة على أنفسهم خلال أيام عيد الأضحى، حيث بدؤوا توزيع عدد من أضاحي العيد على عائلات كل من خضع من أبناء المناطق والقرى النائية للدورات المسبقة مستعينين بلوائح اسمية تمّ إعدادها في وقت سابق من العام الحالي.
مصدر محلي من أبناء منطقة السخنة شرق حمص قال: إن لجنة مؤلفة من خمسة أشخاص حضروا صباح أول أيام عيد الأضحى بقيادة الحاج “مهدي مصطفى” وبدؤوا توزيع رأس من الماشية على العائلات التي خضع أحد أفرادها لدورات “التشيُّع” التي أقيمت في وقت سابق، وذلك بهدف تشجيعهم على الدورات القادمة التي تمّ الإعلان عن انطلاقتها أوائل شهر آب القادم.
وأشار المصدر إلى أن الفقر المستشري ضِمن المناطق الريفية وتردي الأوضاع المعيشية دفع بالعديد من أرباب الأسر للتوجه لمقر المنظمة التي اتخذت من المدرسة الابتدائية مقراً مؤقتاً لها بهدف الحصول على مساعدات “عينية” مقابل تعهدهم بالالتحاق بالدورات المقبلة.
في سياق متصل أضاف مراسلنا في حمص بتوجُّه الوفد التابع لمنظمة “نور الهدى” إلى مكان إقامة عناصر ميليشيا لواء فاطميون وزينبيون ضِمن مدينة السخنة وقاموا بمنحهم مبالغ مالية بالإضافة لذبائح من الماشية تقديراً لجهودهم ومساندتهم لميليشيا “الحرس الثوري” المحرك الرئيسي لباقي الميليشيات المدعومة من قِبل إيران في المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن إيران عملت على إنشاء عدد من الحسينيات ودور العبادة المختصة بممارسة الطقوس الدينية “الشيعية” في كل من مدينة تدمر والسخنة والبيارات، الأمر الذي يهدد بتغيير الطابع الديني والديموغرافي لأبناء المنطقة بشكل مرعب خلال الأعوام القادمة في ظل غياب أي دور للمؤسسات الدينية “السنية” التي تمّ تحجيمها من قِبل أفرُع المخابرات التابعة لنظام الأسد.