نداء بوست -سليمان سباعي- حمص
مع اقتراب حلول عيد الفطر، شهدت أسواق مدينة حمص تزايداً ملحوظاً بأعداد الأهالي الراغبين بالتسوّق وشراء ألبسة العيد لإدخال البهجة على أطفالهم.
حاملين مغبّة ارتفاع الأسعار التي طرأت على مختلف السلع ضمن مناطق سيطرة النظام، والتي لم تكن ألبسة العيد واحتياجاته الأساسية بمنأى عنها، يتنقل الأهالي رفقة أبنائهم من محل لآخر على آمل إيجاد ما يحقق رغبتهم ويتناسب مع دخلهم.
مراسل “نداء بوست” في حمص قال: إن أسواق ومحلات بيع الأقمشة والألبسة شهدت إقبالاً كبيراً من الأهالي، وارتفاعاً في حركة الشراء، وإن لم يكن يقارن بأعياد الأعوام السابقة.
ونقل مراسلنا عن أحد تجار السوق المسقوف قوله: إن شريحة لا بأس بها من الأهالي تتغاضى عن ارتفاع أسعار الملابس لهذا العام، وذلك بهدف إدخال الفرح والسرور على أطفالهم الذين صاموا الشهر الفضيل ابتغاء الوصول إلى فرحة الحصول على ملابس جديدة كمكافئة لهم على صبرهم طيلة شهر رمضان.
وأشار إلى أن معظم المبيعات المخصصة لعيد الفطر تعود للأطفال ممن هم دون سن الخامسة عشر، وذلك بمعدل 70% من إجمالي حركة البيع لدى معظم محلات الألبسة.
وأظهرت جولة أجراها مراسلنا في أسواق حمص ارتفاعاً كبيراً في أسعار الألبسة، حيث بلغ سعر طقم الأطفال 100 ألف ليرة سورية، وهو ما يعادل راتب موظف لدى النظام السوري.
وتوزعت أسعار قطع الألبسة على النحو التالي: بنطال رجالي كتان 60 ألف ليرة سورية، بنطال رجالي جينز 52 ألف ليرة سورية، الطقم المحير من 110 ولغاية 180 ألف ليرة سورية.
وبلغ سعر القميص الرجالي ما بين 30 إلى 44 ألف ليرة، بينما تراوح سعر البنطال الجينز الولادي ما بين 20 و 30 ألف ليرة سورية.
“البالة” ملاذ لمحدودي الدخل
لم يخفِ أحمد، الذي دخل العقد الرابع من عمره، حزنه الشديد على أطفاله نظراً لعدم قدرته على شراء ألبسة جديدة لهم تدخل الفرحة لقلوبهم مع ارتفاع تكبيرات العيد في المسجد المجاور لمنزله، بحسب قوله.
وتحدث لمراسلنا عن عزمه التوجه إلى محلات بيع الألبسة المستعملة “البالة” لشراء ما يمكن من ألبسة تتماشى مقاساتها مع أعمار أطفاله.
وأضاف أحمد أن مدخوله اليومي لا يكاد يسدّ احتياجات أسرته من طعام وشراب، بالتالي فإنه من المستحيل التوجه إلى محلات بيع الألبسة الجديدة.
بدوره، قال الحاج عمر أحد أصحاب محلات بيع الألبسة المستعملة: إن حركة البيع لديه أفضل بكثير عن محلات الألبسة الجديدة، معللاً السبب لحجم التخفيضات التي يجريها على الألبسة بما يتماشى مع أوضاع الناس التي وصلت لحدّ الهاوية، حسب وصفه.
ولم يفوت الحاج عمر الفرصة على نفسه للإشادة بأنواع أقمشة الملابس الأوروبية، التي أكّد أنها تحظى بجودة أفضل بكثير من الألبسة الوطنية التي تهترئ بسرعة أكبر مقارنة مع ألبسة البالة.
تجدر الإشارة إلى أن أسعار الألبسة ضمن مناطق سيطرة النظام شهدت ارتفاعاً بنحو 60% عن أسعار العام الماضي، بحسب ما أفاد عضو مجلس غرفة الصناعة في حمص عبد المحسن البيطار، الذي زعم أن السبب في ذلك هو “الحصار المفروض على سورية”.
فيما يؤكد صناعيون وتجار أن السطوة الأمنية والأتاوات المالية المفروضة على التجار وأصحاب المعامل هي المسبب الرئيسي لارتفاع الأسعار بالشكل الحالي.