أكدت وكالة "بلومبرغ" أن الإدارة الأمريكية بدأت تدرس وبشكل جدي احتمالية عدم العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وشرعت بالبحث عن البدائل.
ورأت الوكالة أن الآمال في العودة السريعة للاتفاق "تضاءلت"، بعد التقدم التكنولوجي الذي حققته طهران مؤخراً، معتبراً أن ذلك أثار الشكوك حول ما إذا سيكون الاتفاق كافياً لتقييد طموحات إيران النووية.
وتعتقد "بلومبرغ" أن فوز "إبراهيم رئيسي" في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، جعل التوصل لاتفاق أكثر صعوبة، كونه أعلن في وقت سابق أن الأهداف التي تسعى الاستراتيجية الأمريكية لتحقيقها، خارج نطاق التفاوض.
وتركز واشنطن على العودة إلى الاتفاق النووي، ومن ثم التوصل إلى صفقة "أطول وأقوى"، يتم خلالها معالجة القيود المفروضة على برنامج إيران النووي، ومسألة الصواريخ الباليستية الإيرانية، والدعم الذي تقدمه طهران للميليشيات في عدد من الدول العربية.
ويكمن الهدف الرئيسي للاتفاق النووي، بتقييد البرنامج النووي الإيراني وجعل إيران بحاجة لسنة على أقل تقدير لبناء قنبلة نووية في حال قررت الخروج من الاتفاق، وبهذا الخصوص تساءلت "بلومبرغ" عن جدوى العودة للاتفاق القديم إذا كانت طهران اكتسبت بالفعل القدرة على إنتاج القنبلة في غضون بضعة أشهر.
وأشارت الوكالة إلى أنه على الرغم من إعلان طهران أنه لا نية لديها لبناء قنبلة، إلا أنها طردت العديد من المفتشين الدوليين وقامت بتطوير أجهزة طرد مركزي يمكنها تخصيب اليورانيوم أسرع 50 مرة من السابق.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نيد برايس" أن مدة الاختراق النووي تقلصت إلى بضعة أشهر، مشيراً إلى أن واشنطن تدرك بأن التقدم الإيراني سيكون له تأثير على العودة إلى خطة العمل الشاملة.
وبحسب الوكالة فإن إدارة "بايدن" تدرس بدائل أخرى عن الاتفاق، كمطالبة إيران بتخزين أجهزة الطرد المركزي الأكثر تقدماً تحت ختم الوكالة الدولية للطاقة الذرية واستخدامها في عام 2025، ومطالبتها بتقليل عدد أجهزة الطرد المركزي.
يذكر أن الولايات المتحدة وإيران بدأتا في نيسان/ أبريل الماضي مفاوضات في فيينا برعاية أوروبية، للعودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الإدارة الأمريكية السابقة عام 2018، وقد تم عقد 6 جولات من المحادثات إلا أن الخلافات بين الطرفين في بعض القضايا الرئيسية ما زالت مستمرة.