نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
مع الانفراجة الواضحة على صعيد إجراءات الوباء وبروتوكولات الجائحة، تستعد أوركسترا الفرقة الموسيقية المركزية لوزارة التربية والتعليم الأردنية “الأوركسترا الهاشمية”، بعد عيد الفطر المبارك، لانطلاقة جديدة متجددة، تعتمد فيها على الموازنة بين الأصالة والمعاصرة، وتغرف في تجلياتها من الموروث الموسيقي الغنائي الأردني، مسبغة عليه رؤى الحداثة المعتمدة على آلات شرقية وغربية.
وبحسب مدير إدارة النشاطات التربوية في وزارة التربية والتعليم د. عبد السلام الشناق، فإن أوركسترا الفرقة الموسيقية المركزية تعكس “حرص وزارة التربية والتعليم على الفنون بوصفها رديفاً للتعليم، وخطّاً موازياً له، وطريقة غير مباشرة لرفع سوية العلوم والمعارف، لا تقل أهمية عن الكتاب المنهجي”.
الشناق أكد أن أهمية الفرقة تأتي من كونها مكونة من معلمين وطلبة في آنٍ معاً: “أكثر من 40 معلماً ومعلمة، وزهاء 30 طالباً وطالبة تتشكل منهم الفرقة، يحضرون لأمسيات الفرقة معاً، ويؤسسون تناغمهم الخاص بهم في تجلٍّ لافتٍ لعلاقةٍ مبدعةٍ بين الطلبة ومعلميهم، وبين المعلمين وطلبتهم”.
“إنها علاقة تقوم على الشغف” يقول الشناق، وتسعى لتعزيز “مفاهيم التربية الحديثة، والتعليم الخلاق”.
المعلمون أعضاء الفرقة هم، بحسب الشناق، ممن يحملون الدرجات الأكاديمية العليا في فنون الموسيقى وعلومها؛ ثلاثة منهم يحملون درجة الدكتوراه في الموسيقى، والباقون يحملون درجتَيْ الماجستير والبكالوريوس.
يقول الشنّاق: “تعودنا أن المعلم يعطي المعلومة والطالب يتلقاها، في حالة فرقة الأوركسترا فإن الطالب والمعلم يتشاركان اللحظة الإبداعية ويشكلان فريقاً واحداً. وبالتالي يتشاركان المعلومة والنتاجات في آنٍ. والنتاجات هي الأغاني الوطنية القديمة والحديثة”.
وحول ظروف التدريبات في الفرقة، يوضح الشنّاق أنها تختلف باختلاف الظروف، “فبعد أن كان الأمر مقتصراً على اثنين أو ثلاثة يتدربون في كل مديرية على حدة، إلا أنه، ومع انفراج الأمور وتخفيف القيود بسبب تراجع الوباء وانحساره تماماً، بدأنا نجمع أعضاء الفرقة جميعهم ليتدربوا معاً، ولا تتخيّل مدى حماسهم بعد التئام شملهم واتضاح رسالة فرقتهم ودورها في تعزيز الدور الوطني والجمالي لوزارة التربية والتعليم”.
وحول أهمية وجود فرقة موسيقية مركزية تابعة لوزارة التربية والتعليم، يقول الشنّاق “الغناء لغة العالم، وهو قادر عبر لغة جمالية من ألحان وعزف وغناء، على إيصال مختلف رسالة الأردن قيادة وحكومة وشعباً، وعلى وجه الخصوص رسائله المتعلقة بنبذ العنف والانتصار لقيم المحبة والحوار والجمال”.
الشنّاق يؤكد أن أوركسترا الفرقة الموسيقية المركزية لوزارة التربية والتعليم (الأوركسترا الهاشمية)، “جاهزة، ولله الحمد، تقنياً وإبداعياً وقوًى بشرية للمشاركة في أي مناسبة وطنية”.
وهي، بحسبه، منسجمة مع سياسة وزارة التربية والتعليم. ويعيد التأكيد على أن الموسيقى تعمل على “تهذيب نفسية الطلبة وتشذيبها، وتسهم بتخفيف العنف والتنمّر المنتشر في بعض المدارس. كما تعزز التذوق الفني للمناهج المدرسية”.
وعن إمكانية ضم مبدعين جدد على صعيد الموسيقى والغناء للفرقة، يقول الشنّاق: “لم نألُ جهداً في مديرية النشاطات بدعم أي نشاط يسهم بإبراز مواهب الطلبة وصقلها وتطويرها. ونحن جاهزون لاحتضان أي موهبة، ليس فقط على صعيد العزف والغناء والتلحين، بل أيضاً أي موهبة تتعلق بالفنون البصرية والأدائية الأخرى: رسم، عزف، غناء، رقص، تمثيل، إلقاء، إضافة للمواهب الرياضية وغير ذلك”.
من نشاطات الفرقة كما يورد الشناق: “مشاركتها باحتفالات المملكة بمؤسسة الدولة الأردنية، وكذلك مشاركتها احتفال وزارة التربية والتعليم بعيد ميلاد جلالة القائد”.
عن تطلعاتهم المستقبلية يكشف الشنّاق أنهم يأملون أن يتسنى لهم “تنظيم مهرجان للفرق الموسيقية في وزارات التربية والتعليم في مختلف البلدان العربية”، قائلاً: “إن شاء الله يتحقق ذلك في القريب العاجل. فمثلما كان تأسيس الفرقة مجرد حلم في وجداني وتحقق، فلعل حلم المهرجان يتحقق هو الآخر في القريب العاجل إنْ شاء الله”.