نداء بوست- أخبار سورية- إسطنبول
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن العملية العسكرية التي تخطط بلاده لتنفيذها في الشمال السوري أمر ضروري وأكثر إلحاحاً من العمليات التي تنفذها ضد حزب العمال الكردستاني في العراق.
وقال أردوغان: “لا يمكننا ترك أدنى هجوم يتم شنه على تركيا من شمالي سورية دون رد، وهناك بؤر تتركز فيها التنظيمات الإرهابية المعروفة”.
وأشار إلى أن تلك التنظيمات تنشط في مناطق تمتد من شمال شرقي إلى شمال غربي سورية، معرباً عن أسفه لمواصلة قوات التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة تزويد تلك التنظيمات بالأسلحة والعتاد والذخيرة.
وأضاف: “الولايات المتحدة أرسلت آلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة والذخيرة لتنظيمات PKK/PYD/YPG، فضلاً عن تقديم التدريبات لعناصرها”.
كما أكد أن “تركيا لا يمكنها تجاهل هذه الحقائق، وأن العمليات ضد “PKK” وتفرعاته شمالي سورية باتت أكثر إلحاحاً وأهمية من العمليات التي تنفذها تركيا ضد التنظيم شمالي العراق”.
وتابع أردوغان: “كما أقول دائماً سنباغتهم ذات ليلة ولا بد لنا من القيام بذلك، وتركيا لا تدع دماء شهدائها تذهب سدى”، مشيراً إلى أنه جرى خلال يومين القضاء على نحو 30 عنصراً من “قسد”، وأن اجمالي من تم تحييدهم مع احتساب الذين حُيدوا شمالي العراق تجاوز المئة.
وفيما إذا كان هناك تواصل مع الولايات المتحدة بشأن العملية العسكرية المحتملة في سورية، قال أردوغان: “قبل كل شيء يتعين على الجميع القيام بما يترتب عليه بخصوص هذه المواضيع”.
وأضاف: “إذا كانت الولايات المتحدة لا تقوم بما يترتب عليها في مكافحة الإرهاب فماذا سنفعل؟ سنتدبر أمرنا، فلا يمكن محاربة الإرهاب عبر أخذ إذن من أحد”.
ويوم الأربعاء الماضي، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، أن بلاده تواصلت مع تركيا بشأن الإعلان عن عزمها اتخاذ خطوات جديدة لإنشاء منطقة آمنة في سورية.
وقال برايس في مؤتمر صحافي: “الخارجية الأمريكية وسفارة واشنطن في أنقرة اتصلتا مع الجهات التركية المعنية بهذا الشأن”.
وأضاف: “اتصلنا بحلفائنا الأتراك لمعرفة مزيد من التفاصيل عن الاقتراح الذي طرحه الرئيس رجب طيب أردوغان في الأيام الأخيرة بخصوص إنشاء مناطق آمنة جديدة شمالي سورية”.
ويوم الإثنين الماضي، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستشرع قريباً في استكمال المنطقة الآمنة على الحدود الجنوبية مع سورية.
وقال أردوغان: “سنبدأ قريباً اتخاذ خطوات تتعلق بالجزء المتبقي من الأعمال التي بدأناها لإنشاء مناطق آمنة على عمق 30 كيلومتراً، على طول حدودنا الجنوبية مع سورية”.
وأضاف: “تركيا ستميز مجدداً في هذه المرحلة، بين من يحترمون حساسياتها الأمنية، والذين لا يكترثون سوى لمصالحهم، وأنها ستصوغ سياساتها مستقبلاً على هذا الأساس”.
كما أشار إلى أن “المناطق التي تعد مركز انطلاق للهجمات على تركيا والمناطق الآمنة، ستكون على رأس أولويات العمليات العسكرية”، في إشارة إلى المناطق التي تسيطر عليها “قسد”.
وأردف: “العمليات ستبدأ بمجرد انتهاء تحضيرات الجيش والاستخبارات والأمن، وسنتخذ قراراتنا بهذا الخصوص خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الخميس”، مضيفاً أنه سيقوم بإجراء المحادثات اللازمة لضمان سير الأمور على ما يرام.
وعقب تلك التصريحات، حذرت الولايات المتحدة من أي تصعيد محتمل في منطقة شمال شرقي سورية، واعتبرت على لسان برايس أن أي “هجوم جديد في المنطقة سيقوض الاستقرار الإقليمي بدرجة أكبر، ويعرض الحملة على تنظيم داعش للخطر”.
وأضاف: “واشنطن تشعر بقلق بالغ إزاء التصاعد المحتمل للأنشطة العسكرية في شمال سورية، وتتوقع أن تلتزم تركيا، بالبيان المشترك الصادر في تشرين الأول 2019 بخصوص العمليات العسكرية الهجومية في سورية”.