نداء بوست- أخبار دولية- إسطنبول
كشف مركز “أبعاد” للدراسات أن هناك قناعة إسرائيلية بأن الحرب في أوروبا الشرقية غزيرة بالدروس الإستراتيجية العميقة لإسرائيل.
وبحسب المركز فإن إسرائيل قد تواجه حرباً مشابهة في أي من الجبهات المحيطة بها وبالتالي تسعى القيادة الإسرائيلية لتقييم واقع الحرب الحالية من جهة، وكذلك استشراف المتغيرات التي قد تؤدي إليها من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة التعرُّف على الأخطاء التي قد تقع بها في أي حرب مستقبلية.
وأشارت الدراسة إلى أنه مع دخول الحرب الأوكرانية الروسية شهرها الثاني، تُواصِل القيادات العسكرية الإسرائيلية محاولة استخلاص العِبر والدروس منها، لاستغلالها في مواجهات مرتقَبة على جبهات ساخنة.
وذكر المركز أن احتمال تحقُّق أي من الفرضيات التي تضعها دوائر صُنع القرار في إسرائيل يعتمد على مجموعة من المعلومات النوعية حول التحركات الروسية.
لا سيما حَشْد القوات، وتدريبها للمعركة، والمعلومات الاستخبارية الدقيقة بشأن قرار الغزو الذي اتُّخِذَ في موسكو.
كما لفتت إلى أنه رغم مرور أكثر من شهر، على اندلاع الحرب في أوكرانيا، إلا أنها ما زالت محاطة بحجاب كثيف من الضباب أمام الإسرائيليين.
مما يُصعِّب عليهم صياغةَ صورة دقيقة وتقييمات واضحة لتقديم توصيات لصُنّاع القرار في تل أبيب. وهذا هو التحدي الذي يواجهه صُنّاع القرار، فصورة الحرب غير مفهومة بصورة كاملة أمامهم حتى الآن.
وفي هذا الصدد أشار المركز إلى أن مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية يواجهون صعوبة في تقييم العمليات العسكرية المتعمقة في شرق أوروبا.
وذلك على الرغم أن الاستخبارات الإستراتيجية كان يُفترض بها أن تعتمد على حساسية موسكو التاريخية لوجود قوات «الأطلسي» على أعتابها، وهو ما ينطبق على أوكرانيا.
وتوقعت الدراسة أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت عشية الحملة، وإلى حدّ كبير حتى اليوم، لديها تقديرات غامضة بشأن النوايا الإستراتيجية للروس، ولذلك فإن سيناريوهاتها ما زالت غير واضحة المعالم.
وأوضح مركز “أبعاد” في دراسته أن هذا الغموض دفع دوائر صُنع القرار في إسرائيل للمطالبة بمزيد من التواضع في قراءة وفهم الأعداء المحيطين بها من كل جانب.
ومحاولة تضييق الفجوات بين المعلومات التي تملكها تلك الدوائر عنهم، وبين قدراتهم الفعلية، مع التأكيد على الحاجة للاعتماد، على نطاق واسع، على المصادر الخارجية لصياغة الواقع الإستراتيجي في المحيط.