نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
حركة ضعيفة تشهدها أسواق محافظة درعا نظراً للارتفاع الكبير في أسعار الملابس الشتوية مع دخول فصل الشتاء بشكل فعليّ، إذ أصبح السوق اليوم يرتاده فقط الشريحة ذات الدخل العالي.
وبالرغم من أن غالبية الملابس صناعة محلية وليست مستوردة فقد فاقت الأسعار دَخْل المواطنين أضعافاً مضاعفة، الأمر الذي أدى إلى حالة ركود في الأسواق.
أزمة الغلاء هذه، دفعت الأهالي إلى التفكير بخيارات أخرى كالاتجاه إلى سوق "البالات" أو ترقيع الملابس القديمة حيث وصل سعر الجاكيت الشتوي إلى 165 ألف ليرة أي ما يعادل ضعف راتب الموظف.
"أمية" طالبة جامعية قالت لـ"نداء بوست": إن أسعار الملابس الشتوية في الأسواق باتت خيالية وأصبح من الضروري أن يكون لكل عائلة قريب مغترب لكي يساعدها على شراء حاجياتها الضرورية، وترى أنه لا حل سوى شراء الملابس المستعملة لمواجهة برد هذا العام.
من جهتها "أم علي" أرملة وأم لـ 5 أطفال أخبرت "نداء بوست" باستهزاء مُوجِع أنها لا تستطيع تأمين الطعام لأطفالها في ظل ارتفاع أسعار المواد والسلع والمنتجات، فكيف لها أن تشتري لهم ملابس بهذه الأسعار التي في ظل ارتفاعها يتوجب عليها العمل شهراً كاملاً لتستطيع شراء "كنزة" واحدة يبلغ سعرها 50 ألف ليرة، لذا قامت بخياطة الملابس القديمة وفصلت من الأغطية التي تم توزيعها بوقت سابق كمساعدات، سِتراً وبناطيل لأبنائها كي تقيهم من صقيع الشتاء.
من جانبه، قال "حمادة" وهو صاحب محل ألبسة: إن ارتفاع الأسعار يعود لارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب ارتفاع سعر الصرف، كذلك ارتفاع أسعار المحروقات وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وبالتالي لجوء المنشآت إلى الطاقة البديلة (المولدات) ما يرفع تكاليف الإنتاج، يضاف إليها أسعار القماش الذي يشتريه التجار بالدولار وارتفاع تكاليف اليد العاملة فضلاً عن ارتفاع تكاليف النقل والشحن.
ارتفاع أسعار الملابس الشتوية والمحروقات والحطب على حد سواء جميعها عوامل جعلت الناس تفضل ألا يطرق الشتاء بابها هذا العام؛ لأن معاناتهم ستكون مُضاعَفة وسط صعوبات تُواجِههم في إيجاد خيارات أخرى.