“نداء بوست” -السويداء- جورجيوس علوش
لم يبقَ للسوري في إمبراطورية الفساد هذه شيء من أساسيات حياته اليومية إلا ويُبتز فيه، إن لم يكن إذلالاً عبر الطوابير في انتظار ما يسد الرمق، فبالرِّشا والإتاوات الخيالية للحصول على وثائق قد تسهّل تصاريف حياته.
وآخِر ما ابتكرته دوائر الابتزاز والفساد، هو التوقيع على تعهد خطي من قِبل كل من يريد الحصول على جواز سفر ومستعجل أي برسوم تفوق بأضعاف الرسم العادي.
وأصبحت دائرة الهجرة والجوازات تحتاج إلى مدة ٤٠ يوماً لتسليم الجواز للمواطنين، والذي كان يصدر كمستعجَل خلال ٤٨ ساعة، وبطلب ورسوم عادية، كما كان يصدر خلال فترة أقصاها أسبوع أصبحت الآن عدة أشهر، ولا تتم إلا بدفع الرِّشا.
وبالرغم من الوعود المتتالية (وعلى مدى أشهر) التي قطعها وزير الداخلية في حكومة النظام محمد رحمون من أن الأزمة في طريقها للحل، وأن السبب يكمن في الحصار الجائر المفروض على البلد، والمشكلة هي في الحصول على الورق الخاص بالجوازات، إلا أن الحال بقي كما هو، لا بل تعاظم.
فلم يبقَ سوري عاقل وقادر مادياً إلا وصار يفكر في الخروج من هذا الجحيم، وتؤكد الإحصائيات ارتفاع الأعداد التي تغادر البلد يومياً.
وهذا الأمر قد وقع كالصاعقة على إدارة الهجرة والجوازات في مركزها في دمشق وفروعها المنتشرة في المحافظات، ولا شكّ أنّ المصيبة الدائمة والكبرى هي في انعكاس هذه الأزمة على المواطنين الذين يقعون فريسة سهلة لابتزازهم من الموظفين في دوائر الهجرة والجوازات.
يشار إلى أن هناك انتشاراً للسماسرة بين حشود المنتظرين على أبواب هذه الدوائر للحصول على أموال -تكون فلكية أحياناً- ليحصلوا على هذه الوثيقة (جواز السفر).