نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
بمشهد يومي يقف شبان محافظة درعا لساعات طويلة بانتظار دورهم أمام باب "الهجرة والجوازات" في مدينة درعا.
معظمهم جاء من مناطق في أقصى غرب المحافظة وأقصى شرقها من الساعة الخامسة فجراً منتظرين حتى التاسعة ليتمكنوا من الحصول على استمارة التسجيل الخاصة بطلب وثيقة السفر التي يستمر التسجيل عليها خمسة عشر يوماً
كما يمر الشاب عبر خمسة نوافذ لكل منها وقتها ومزاج موظفها وتنتهي تلك النوافذ بغرفة تفييش لكل استمارة تسمى بفيش الهجرة وهو فيش لجميع الأفرع الأمنية.
ومن الصعب الحصول على جواز السفر بمدة أقل من أربعة أشهر بسبب عدم وجود دفاتر خاصة بوثائق السفر كما تزعم دائرة الهجرة والجوازات في المحافظة، وتنخفض دون ذلك ليصدر خلال أقل من شهر إذا وجدت "الوساطات والرشاوى" بتكلفة لا تقل عن 300 ألف ليرة.
باسل 22 عاماً يسعى للحصول على جواز السفر منذ ثلاثة أشهر للخروج إلى "بيلاروسيا" قال لـ "نداء بوست " إن: "معاملة جواز السفر شاقة ومرهقة وتتطلب وقتاً طويلاً بدءاً من الحصول على تأجيل الخدمة الإلزامية ومن ثم على إذن السفر من شعبة التجنيد لتصل إلى استمارة التسجيل والانتظار فيما بعد حتى يصدر الجواز بعد عناء طويل".
من جهته أشار "راشد" إلى أن معاناته بدأت من كونه من منطقة بعيدة عن مدينة درعا ويضطر للخروج يومياً في ساعات الفجر الأولى مع سيارات الخضار المتجهة نحو دمشق، ليستطيع الحصول على "دور" قبل اكتظاظ الشبان وحدوث الأزمة على نوافذ التسجيل.
وأضاف في حديثه أنه "في كل يوم تنقطع شبكة الإنترنت لفترة طويلة ويقوم الموظفين بتأجيل المتقدمين لنعود في اليوم التالي".
من جهته أبدى لؤي مخاوفه من غرفة تفييش الاستمارة إذ أنه كان يعمل في صفوف المعارضة سابقاً رغم إجراءه للتسوية الأخيرة إلا أن العديد من المطلوبين تم التحقيق معهم داخل قسم "الهجرة والجوازات" وتم تسليمهم إلى الأفرع الأمنية المطلوبين لها.
معاناة طويلة وانتظار مرهق يتكبده الشبان في دائرة "الهجرة والجوازات" ولكنها تبقى بنظرهم فرصة ذهبية منحت لهم بعد إصدار النظام لقرار تأجيل الخدمة الإلزامية لشبان الجنوب السوري مدة عام والسماح لهم بالسفر باعتبارها المشقة الأخيرة لهم في بلاد تفتقر لأدنى متطلبات العيش ساعين للخروج بحثا عن حياة ومستقبل أفضل.