"نداء بوست"- سليمان السباعي- حمص
تَسبّب ارتفاعُ أسعار الغاز المنزلي والمَحروقات لا سيما المازوت على وجهِ الخُصوص في مَناطِق سيطرة نظام الأسد بعودةِ ظهورِ "التنكة" مجدداً ضِمنَ المنازل الريفيةِ مؤخراً، لتلقى رواجاً بشكل واسع حتى داخل أحياءِ المدينةِ التي تعتبر راقية إلى حدّ ما.
كما تُعتبرُ "التنكة" التي تمّ ابتكارها من قِبل الأهالي أثناء أعوامِ الحِصار الذي تَعرضت لها مُدنهم وقُراهم من قِبل قوات الأسد، أثناء مُشاركتهم بالثورة السورية بديلاً ناجحاً للغاز المَنزلي الذي حُرموا من إدخالهِ إلى المناطق المُحررة آنذاك، وتَسبب ارتفاعُ أسعارِ تبديلِ الأسطوانة الواحدة التي بلغت نحوَ 140 ألف ليرة لتفكير الأهالي بالعودة لاستخدامها.
وتَعتمد الفكرة على مبدأ بسيط هو عبارة عن "تنكة" سعة 16 كيلوغراماً، يتوسطها علبةُ حليب أو فرن مدفأة مُستعمل، ومن أسفلها تتموضع مروحةُ كمبيوتر باستطاعة 12 فولتاً تعمل على البطارية من أجل زيادة سرعة الاشتعال للأشياء التي توضع بداخل الفرن للحصول على نار قوية.
وتَسببت زيادةُ الطلب على "التنكة" بقيامِ عددٍ من أصحابِ الحِرَف الصناعية بافتتاحِ محلاتٍ مُخصصة بتصنيعها، والعملِ على تطويرِ أشكالها بأسعارٍ لا تتعدى الـ 10 آلاف للتنكة الواحدة.
أحدُ أرباب الأُسَر قال بأنَ سعر تعبئةِ الكيلو الواحد من الغاز المنزلي وصلَ في الآونةِ الأخيرة لحدود الـ 15 ألف ليرة، وهو ما دفعهُ لاقتناءِ "التنكة" للطهْيِ، ولجميع الاستعمالات المنزلية، مشيراً إلى أنه يقوم بجمعِ أكياس النايلون، والعُلب البلاستيكية، وبعض أغصان الأشجار للاستعانة بها لإشعال النار هرباً من شراء الغاز، أو المازوت الذي وصل سعر اللتر الواحد بدوره لأكثر من 3200 ليرة.
وتجدرُ الإشارة إلى أن "التنكة" شَهدت رواجاً بين أهالي القرى الريفية بشكلٍ كبير لتصلَ إلى أحياء مدينةِ حمص الذين خصَّصوا لها موقعاً على أسطح البنايات نظراً لعدم وجود أمكنة داخل منازلهم على عكس مدن وبلدات الريف.