نداء بوست- ولاء الحوراني- درعا
يشتكي موظفو وطلاب محافظة درعا المُجبَرون على الاستخدام اليومي لوسائل النقل من قُراهم وبلداتهم باتجاه مركز المدينة من ارتفاع أجور النقل التي زادت أضعافاً، شأنها شأن الكثير من الموادّ والتفاصيل التي تعتمد على المحروقات، وذلك بعد رَفْع الحكومة لأسعارها وإنقاص الكميات المخصصة للمحافظة وبالتالي ارتفاع أسعار المحروقات بشكل قياسي في السوق السوداء.
يُضطرّ العديد من الموظفين لدفع جزء لا بأس به من رواتبهم مقابل أجور النقل، الراتب الذي لا يكفي أساساً للمصاريف الشهرية في ظل تدنِّي مستوى المعيشة، أما عن الطلاب فقد أصبح غيابهم عن مدارسهم وجامعاتهم أكثر من حضورهم؛ إذ إنه من الصعب على الأهالي تأمين هذه الأجور المرتفعة لأبنائهم بشكل يومي.
محمود من الريف الغربي لدرعا يعمل ممرضاً في أحد المشافي في مدينة درعا قال لـ "نداء بوست": إن ارتفاع أجور النقل بات عبئاً عليه، إذ إن راتبه الشهري لا يغطي كل متطلبات عائلته ويضطر لاقتطاع أجور النقل التي ارتفعت بين بلدته والمدينة 100 بالمئة متهماً بذلك السائقين الذين يرفعون التسعيرة في ظل غياب الرقابة".
من جهته أكد معاوية وهو طالب جامعي لـ "نداء بوست" أنه لم يعد يستطيع الذهاب إلى جامعته بشكل يوميّ لذلك أصبح يقتصر دوامه على يومين فقط ويعمل بقية الأسبوع لتغطية تكاليف دراسته وأجور النقل معاً.
فيما رصدت "نداء بوست" ردود أفعال بعض السائقين الذين اشتكوا أيضاً من عدم تَمَاشِي التسعيرة التي تضعها مديرية التموين مع الواقع في ظل عدم توفُّر المحروقات في محطات الوقود بالسعر النظامي، والتي إذا تم الحصول عليها تكون بكميات قليلة مما يَضطرهم لشرائها بالسعر الحرّ حيث بلغ سعر اللتر الواحد من المازوت 4500 ليرة وبلغ سعر لتر البنزين بالسعر الحر 5000 ليرة، إضافة إلى تضاعُف تكاليف تبديل الزيت وقطع السيارات مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، كذلك ارتفاع سعر تكاليف الإصلاح مما يضطرهم لرفع أجور النقل لتأمين قوت يومهم، حسَبَ قولهم.
ارتفاع أجور النقل ليس الأزمة الوحيدة التي شهدتها المحافظة في ظل أزمات متتالية أثقلت كاهل أهلها لاسيما تدني مستوى المعيشة والارتفاع الجنوني في الأسعار، فضلاً عن الفقر الشديد غير المسبوق الذي تعيشه المحافظة وارتفاع نسبة البطالة بين أرباب الأسر.