نداء بوست -ولاء الحوراني- درعا
بعد سيطرة النظام السوري على محافظة درعا منتصف عام 2018، توقف عمل المنظمات الإنسانية وأنهت نشاطاتها وكافة الخدمات التي كانت تغطي العديد من النقاط الطبية والمشافي ومراكز التعليم خلال سيطرة المعارضة على المحافظة.
وبعد عجز النظام عن تنفيذ وعوده للقرى والبلدات بالإصلاح وتوفير الخدمات الأساسية، لم يجد أهالي المحافظة سوى الاعتماد على أنفسهم من خلال المبادرات الشعبية التي تعتمد على جمع التبرعات سواء من المقتدرين في الداخل أو المغتربين من أبناء المحافظة.
وأصبحت هذه المبادرات الحل الوحيد لسكان المحافظة لترميم بعض المراكز الخدمية الحيوية والبنى التحتية التي تضررت بسبب الحرب وتوقف عمل المنظمات فيها.
في مدينة الحراك شرق درعا أعاد الأهالي بالتعاون مع 15 بلدة وقرية محيطة ترميم مشفى "الحراك" التي خرجت عن الخدمة بعد قصفها من قبل النظام وحليفه الروسي أثناء الحملة العسكرية على درعا منتصف تموز عام 2018.
كما أعادت اللجان الشعبية في الغارية الشرقية إعمار مستشفى الإحسان في البلدة الذي تدمر بشكل كلي بالغارات الروسية التي استهدفته في 27 حزيران 2018.
أما في بصرى الشام فقد أسهمت التبرعات في شراء وحدة لإنتاج وتعبئة الأوكسجين بعد تفشي وباء كورونا، وعجز النظام عن تقديم المستلزمات الطبية.
في حين قامت لجنة "علما الخيرية" للإعمار، والتي تعتمد على جمع التبرعات من أبناء البلدة المغتربين بتركيب إنارة على طول الطريق العام في بلدة علما.
لم تتوقف المبادرات الشعبية على القطاع الصحي، وترميم المشافي، والمراكز الصحية، بل أعادت تأهيل العديد من المساجد، والمدارس، وآبار المياه، والكثير من المباني الحيوية، والبنى التحتية التي تعرضت لقصف النظام، ولم يستطع ترميمها رغم وعوده الإصلاحية بتقديم الخدمات الأساسية وتلبية متطلبات المواطنين في محافظة درعا إبان سيطرته عليها بدعم روسي.