"نداء بوست"-عواد علي- بغداد
أكّد وكيل وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، كريم النوري، أن هناك دولةً مصغرةً لتنظيم "داعش" داخل مخيم "الهول" في محافظة الحسكة السورية، داعياً الحكومة العراقية إلى التدخل، وإعادة العوائل العراقية داخل المخيم، مِمّن ليست عليهم أي شبهات أمنية، إلى بلدها.
وقال النوري، في حديث لقناة "روداو" التلفزيونية تابعه "نداء بوست": إن "النازحين المتواجدين في مخيم "الهول" بالحسكة يبلغ عددهم 70 ألف شخص من كل أنحاء العالم، 30 ألف منهم يحملون الجنسية العراقية أغلبهم من الأطفال"، مضيفاً أن "مِن مسؤولية العراق التفكير في استقبال الأشخاص الذين ليست عليهم شبهات أمنية أو قضائية أو إرهابية، وتحويل من عليه شبهات إرهابية إلى القضاء".
وذكر النوري أن "العراق استقبل حتى الآن 268 عائلةً من المخيم، معظم أفرادها من الأطفال والنساء، وسيستقبل قريباً 94 عائلةً أخرى جميع أفرادها خالين من الشبهات الأمنية أو القضائية، وفقاً لتدقيقات أمنية أُجريت عليهم"، مبيناً أن "العراق يستوعب تلك العوائل باعتباره مسؤولاً عنها".
وأوضح النوري أن "هناك لجنةً أمنيةً مشكلةً من مستشارية الأمن القومي، جهاز الأمن الوطني، قيادة العمليات المشتركة، المخابرات ودائرة الأحوال المدنية تنسق بالأسماء، وتدقق المعلومات عن تلك العوائل، ثم تقوم بفرز الأسماء التي ليس عليها أي شبهات أمنية".
وأضاف أن هناك بعض التفاصيل الأمنية لا يمكن الكشف عنها، وتوجد على الحدود العراقية لجنة مشكلة تدقق بالأسماء، وتمنع عودة أي شخص عليه شبهة، لافتاً إلى أن عدد الذين عادوا حتى الآن يبلغ أكثر من 1086 شخصاً، تجري عليهم عمليات لإعادة اندماجهم في المجتمع، بإشراف منظمات دولية، وبمساعدة وزارة الهجرة العراقية، وهذه المنظمات تقوم بإعادة التأهيل النفسي والفكري والمعنوي لهؤلاء الأشخاص.
وقال النوري: "إن بقاء العوائل في مخيم الهول ضمن تعبئة وتربية داعش لن يجلب لنا سوى مستقبل مظلم من الدواعش من هؤلاء الأطفال، يتوجهون إلى العراق فيما بعد لتنفيذ العمليات الانتحارية"، مشيراً إلى أن "هناك دولةً مصغرةً لدولة داعش في الحسكة، ويجب أن نبدأ بإعادة هؤلاء ببرنامج واضح".
وبيّن وكيل وزارة الهجرة والمهجرين أنه تم إجراء كافة التحضيرات لاستقبال العوائل من الهول، ومنها في مخيم "الجدعة 1"، حيث تم نصب الخيام، ووضع التسهيلات وكل الإمكانيات من أجل استيعابها، وستُستكمل كافة الإمكانات الطبية والغذائية والوقود قريباً.
وكشف الوزير عن وجود توجيه وعمل خطير داخل المخيم أشبه بدولة مصغرة لتنظيم داعش، بالرغم من سيطرة "قسد" عليه، لذلك حصلت عمليات قتل واغتيالات كثيرة جرى التعتيم والتكتم على بعض منها، مؤكداً أن أعدادها تصل إلى العشرات.