تتردّد معلومات في ريف إدلب حول إلغاء "هيئة تحرير الشام" عمل مركز "الفلاح"، واستحداث شرطة أخلاقية بدلاً عنه.
ومركز الفلاح، أو ما يُعرف بـ "الحسبة" هو من أكثر الأدوات تحكُّماً بحياة الناس في إدلب منذ عام 2014م، إذ بدأت "هيئة تحرير الشام"(النصرة سابقاً) بالتضييق على الناس عبر جهاز الحسبة.
وفي حال ثبُت إلغاء "الهيئة" لمركز الفلاح، فإنّها قد تكون بدأت فعليّاً بتغيير صورتها محلياً ودولياً بواسطة إثبات نفسها على أنّها قادرة على إدارة شؤون المناطق السكانية بطريقة حديثة.
ما هو جهاز الحسبة؟
في العام 2014م بدأت سيارات نوع "فان" بلون أبيض مكتوب عليها "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بالتجوّل في قرى إدلب وبلداتها ومدنها، وقد كانت جبهة النصرة تسيطر على مساحات واسعة في المحافظة قبل أن تغيّر اسمها إلى "هيئة تحرير الشام".
كانت مهمة تلك السيارات التجوّل في الأسواق، ومراقبة حياة الناس، ومنع الاختلاط، وكذلك مراقبة ذهاب الناس إلى الصلوات في أوقات الأذان.
لم يكن الأمر مجرّد مراقبة فحسب، وإنّما تطوّر ليشمل التحذير ومن ثَمّ الاعتقال أو دفع الغرامة المالية، وفي أحيان عديدة يصل العقاب للمخالفين إلى الجلد وسط الساحات العامة عقوبةً تعزيرية إما عن "سبّ الدين" أو مخالفة أخرى ترى "الحسبة" أنّها تستوجب الجلد.
سواعد الخير
أَسّست "الهيئة" أيضاً جهازاً اسمه "سواعد الخير" الذي يُعَدّ من أكثر سلطاتها سطوة وتسلّطاً على حياة الناس، إذ لاقى انتقادات واسعة، بسبب تدخّله الكبير في حياة الناس، وإقحام نفسه في خصوصياتهم، ما دفع بالهيئة -تحت ضغط شعبي- إلى إلغاء هذا الجهاز منتصف عام 2019م.
وعُرف عن هذا الجهاز -عِلاوة على نشره لتعاليم "الهيئة" في منع الاختلاط ونوع اللباس الذي يجب أن يرتديه الرجل وكذلك المرأة- عُرف عنه تنفيذه لنشاطات توعوية تلائم سياسة "الهيئة".
جهاز الفلاح
كان لدى عناصر جهاز الفلاح التابع للهيئة خطوط واضحة لا يمكن تجاوزها، وأهمها منع الاختلاط في الأسواق والمطاعم والأماكن العامة، وكذلك منع بيع الرجال للملابس النسائية، ومنع عرض الأجسام الصناعية التي تُعرض عليها الملابس قبل بيعها.
كما كان عناصر الجهاز يلاحقون الشباب على التدخين واللباس وطريقة تصفيف الشعر، وغالباً ما كان ينتهي بهم الأمر في حال وجود شخص مخالف(حسب أفكارهم) بالنصح والإرشادات عبر دروس توعوية وقد يصل الأمر إلى المخالفة والسجن.
جهاز الشرطة الجديد
قالت مصادر: إنّ جهاز الشرطة المستحدَث يتمتّع بصلاحيات محدودة، وعمله محصور في الأمور الأخلاقية فحسب، ما يشير إلى أنّ إلغاء "الحسبة" قد يكون ظاهرياً فقط.
وفي حال نُشرت دوريات الشرطة الجديدة فإنّه من المتوقع تغيير لباسهم؛ أسوة بالظهور المتكرّر لزعيم تنظيمهم عقب آخر لقاء صحفي أجنبي أجراه وبدا بلباس رسمي غير تلك الألبسة التي ترتديها جماعته.