نداء بوست -أخبار عربية- بغداد
كشف وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، حسن ناظم، عن قيام الولايات المتحدة بإصدار قانون يمنع ويجرم الاتجار بالآثار العراقية.
وأشاد الوزير العراقي بالدعم الذي تلقته بغداد من واشنطن، وبالأخص وزارتَا العدل والخارجية الأمريكيتان بمواجهة عمليات التهريب والسرقة للآثار والمقتنيات العراقية.
وفي تقرير خاص لـ “سكاي نيوز عربية"، يقول الدكتور والمحلل العسكري العراقي محمد عاصم شنشل: إن التاريخ والتراث العراقي تعرض عقب عام 2003 مع الاحتلال الأمريكي لأكبر عملية سطو وتدمير على مدى الأربع عقود الأخيرة. وأكّد أنه عقب دخول القوات الأمريكية للعاصمة العراقية ناشد العاملون بالمتحف العراقي "بغداد" بحماية الآثار من السرقة.
وأوضح أن الاستجابة الأمريكية جاءت بعد مرور 4 أيام من النهب، والسرقة والتدمير، للمتحف ومقتنياته التي تصل إلى ما يقرب من 40 ألف قطعة داخل المخازن، وما يقرب من 20 ألف قطعة أثرية معروضة داخل أروقة المتحف آنذاك.
وبين شنشل، أن القوات الأمريكية قامت بعد ذلك بمصادرة عدد كبير من القطع الأثرية، الموجودة بالمتحف ومخازنه، بخلاف مصادرة طابقين أسفل البنك المركزي العراقي كان يتم فيهما تخزين القطع الأثرية النادرة، والتي تحمل مدلولات تاريخية عظيمة، وتمثل مجموعة من الحضارات العراقية كالسومرية والبابلية والأشورية.
وأكّد أنه في تلك الفترة تورطت بعض دول الجوار في تمرير المسروقات من الآثار العراقية عبر أراضيها عن طريق استئجار المرتزقة المتخصصة في عمليات نهب الآثار وتدمير التاريخ.
وأضاف، أن تلك العمليات التي تورطت فيها تلك الدول كان هدفها الأساسي ليس السرقة فحسب بل محو تاريخ العراق، وتدميره، وحرمان الأجيال القادمة من معرفة تاريخهم، وحضارتهم التي تمتد لأكثر من 7500 عام.
وأشارَ حسب "سكاي نيوز عربية" إلى أن العراق تحتوي على الكثير من الآثار التي لم يتم اكتشافها حتى الآن نتيجة الحروب التي تعرضت لها البلاد، وتوقف عمليات التنقيب الحكومية، الأمر الذي سمح لمافيا الآثار والتخريب بالظهور والنشاط في العراق بشكل كبير.
وحول القانون الأمريكي، أشادَ شنشل بتلك الخطوة، مطالباً بأهمية وفاء واشنطن بوعودها حول استعادة ما تبقى من آثار عراقية مهربة، بخلاف تدريب كوادر عراقية متخصصة في حماية الآثار.
يُذكر أنه تم استعادة نحو 17 ألف قطعة أثرية أثناء زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى أمريكا مع وفد حكومي في يوليو الماضي، وهذه القطع على الأغلب كانت ألواحاً طينية مكتوبة بالمسمارية وتُعَدّ فريدة من نوعها.