نداء بوست- خاص- بيروت
تشهد العلاقة بين "روسيا" و"بيلاروسيا" مرحلة متقدمة ومتطورة من حيث التعاون والتناغم بين البلدين، فقد تطورت العلاقة بين "موسكو" و"مينسك" إلى أعلى درجة منذ توقيع معاهدة "دولة الوحدة" التي وقعها، في العام 1996، الرئيس الروسي حينها بوريس يلتسين، مع رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، ودخل الاتفاق حيِّز التنفيذ عام 1999. وحالياً، تسير الأمور إلى "دمج" "روسيا" و"بيلاروسيا" في دولة اتحادية واحدة.
ولا بد من الإشارة إلى أن فترة رئاسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تنتهي في 2024، والدستور الحالي يمنعه من الترشح مرة أخرى، لكنه مع الاقتراح الجديد والسعي لإنشاء دولة جديدة من خلال اتحاد دولته مع بيلاروسيا، سيتمكن "بوتين" من ترؤُّس هذه الدولة.
وهنا يحبس الغرب وآلته الحربية (الناتو) أنفاسه خوفاً من الوحدة بين الدولتين "روسيا" و"بيلاروسيا"، والخطر الذي قد تشكله الوحدة بين الطرفين على الاتحاد الأوروبي والغرب بشكل عامّ.
وهنا برزت قضية اللاجئين السوريين والحديث عن سعي "بيلاروسيا" ومن خلفها روسيا إلى استقبال اللاجئين السوريين وتجنيدهم لديها، وأخيراً ما دار في الكواليس عن ترحيل عدد من اللاجئين وعائلاتهم من لبنان الذي يعيش أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه إلى "بيلاروسيا" بالتنسيق مع سفارة النظام السوري في بيروت.
مصدر دبلوماسي عربي مطلع يقول لـ"نداء بوست": إن الفكرة تقوم على استجلاب عدد من المرتزقة من كل البلدان للاستفادة منهم لتشكيل قوات دعم شعبية للدولة الاتحادية المَنْوِيّ دَمْجُها، وأيضاً تدريب هؤلاء المرتزقة وفتح معسكرات لهم في "بيلاروسيا" ليكونوا جزءاً من هذا الاتحاد، والاعتماد عليهم في أي مواجهة عسكرية مع الغرب.
ويضيف المصدر (الذي فضّل عدم ذكر اسمه) ويقول: "من هنا جاءت فكرة سحب اللاجئين السوريين المنتشرين في بعض الدول العربية لتجنيدهم في الدولة الاتحادية"، ويكشف المصدر أنها فكرة مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف.
ويوضح المصدر أن العملية تتم بالتنسيق مع سفارة النظام السوري في لبنان التي تقدّم بدورها كل التسهيلات في الحصول على كل الأوراق الرسمية والثبوتية التي يحتاجها اللاجئون، وتُسهّل عملية الحصول على التذاكر، (مع العلم أنّ العملية كانت صعبة في السابق أو شِبه مستحيلة نظراً للقيود والضغوط التي كان يتعرّض لها اللاجئون والمبالغ الطائلة التي كانت تُطلَب منهم).
ويشير المصدر المطلع لموقعنا إلى أنّ الوسيط يُغري اللاجئين بامتيازات متنوعة متعددة بالحصول عليها في "بيلاروسيا"، ويُركّز على تأمين التعليم للأطفال والعيش الكريم لهم ورفاهية الحياة التي باتت شِبه معدومة في لبنان في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان والانهيار الحاصل وارتفاع الدولار والأسعار بشكل جنوني.
ولكن في الوقت نفسه أشار المصدر إلى أن العدد لا يتخطى مئات العائلات، ويقول: إنّ بعض الأشخاص يغادر دون عائلته.