نداء بوست – ترجمات – هآرتس
نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية تقريراً أظهرت خلاله تعقيد المشهد الذي يرافق المحادثات النووية والذي تقوده الولايات المتحدة مع إيران حيث قالت الصحيفة: إنه وسط توقُّف المحادثات وضِمن حالة من نفاد الصبر والأجواء المتشائمة، يمكن أن يتم رسمياً استئناف المفاوضات بشأن العودة إلى الاتفاقية النووية الدولية مع إيران في وقت مبكر من هذا الأسبوع، وهي الاتفاقية التي ستظل وسيلة رئيسية للولايات المتحدة وقوى العالم الأخرى للتعامل مع هذا الملف.
وذكر التقرير أن رئيس الوفد الإيراني علي باقري كاني قد عاد إلى بلاده بعد أن تم استدعاؤه للتشاور مع انتهاء الجولة السابعة من المباحثات مع إيران الأسبوع الماضي في "فيينا" دون نتائج. وقد أوضحت الصحيفة في التقرير الذي قام فريق "نداء بوست" بترجمته إلى العربية أن المشاركين في المحادثات يقولون: إن الجانبين قد يجتمعان يوم الجمعة القادم في النمسا، أو في الثالث من كانون الثاني/ يناير 2022 على أبعد تقدير.
وتعتقد مصادر في إسرائيل الآن أن الطرفين لن يعودا إلى الاتفاقية الأصلية المُوقَّعة في عام 2015 والمعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، لأنها غير فعّالة.
وقال التقرير: إنه من المتوقع أن تتجاوز إيران العَتَبَة التكنولوجية، التي كان من المفترض أن تتجنبها اتفاقية 2015، في نهاية كانون الثاني (يناير) 2022 أو أوائل شباط (فبراير)، وستتطلب قائمة مطالب إيران المزيد من المناقشات المكثّفة. كما حدّد مسؤول حكومي أمريكي نهاية الربع الأول من عام 2022 باعتباره التاريخ الذي سيتم فيه اتخاذ القرارات.
وبشأن السيناريوهات المحتملة فيما يتعلق بالمحادثات النووية يقول التقرير: إن مصادرَ إسرائيليةً تعتقد أن المجتمع الدولي سيواجه الآن مسارين مُحتملين: الأول هو تفجير المحادثات التي من شأنها أن تؤدي إلى أزمة خاضعة للسيطرة والتحكم بها مع إيران ستستمر لفترة طويلة. وقد يؤدي مثل هذا الوضع في النهاية إلى عودة إيران كشريك أكثر مرونة إلى طاولة المفاوضات. أما المسار الثاني فسيكون اتفاقاً مؤقتاً في الأسابيع المقبلة بين إيران والقوى العالمية يتضمن تفاهمات جزئية حول برنامج طهران النووي. ولقد أوضحت إيران أنها تعارض مثل هذا الاتفاق في هذه المرحلة، ولكن من غير الواضح ما الذي قد يشمله.
وأشارت تقارير في وسائل الإعلام الإيرانية بشأن انتهاء جولة المحادثات إلى أنها حققت تقدماً فنياً. كما أذاع الوفد الروسي رسائل متفائلة بشأن التقدم الذي قد يتمّ إحرازه في الأسابيع المُقبلة. لكن مسؤولين مختلفين قالوا إن هذه الرسائل لا تعكس فشل المحادثات حتى الآن.
وعليه، فقد عبّر جميع المشاركين في المحادثات مع إيران في غرف المفاوضات عن موقف متشدد ضدها وغضب من المطالب التي قدمتها طهران. وأضاف التقرير أن مسؤولاً أمريكياً قال في مؤتمر صحافي في النهاية: "أعتقد أن الإيرانيين فوجئوا، قبل أسبوعين، عندما التقوا بما كان يمثل حقاً جبهة دبلوماسية موحّدة، ليس فقط مجموعة E3 [بريطانيا وفرنسا وألمانيا] ولكن روسيا والصين" في نهاية الأسبوع.
وقال: "الإيرانيون حتى الآن لم يوافقوا على اتخاذ الخطوات التي سيتعين عليهم اتخاذها في الجانب النووي وهذا هو السبب في أننا عالقون في هذه المرحلة".
وألقى المسؤول باللوم في تقدُّم إيران في برنامجها النووي في السنوات الأخيرة على إدارة ترامب، التي انسحبت "من جانب واحد دون خطة أو مفهوم لما سيأتي بعد ذلك" ، لكنه أضاف أن المحادثات قد لا تزال تُؤتي ثمارها.
ويؤكد التقرير أنه وبعد أسابيع من المناورات العلنية، التي شملت اجتماعات بين وزيرَي الخارجية والدفاع الإسرائيليين ونظرائهما في الولايات المتحدة وأوروبا، ستكون الجهود الإسرائيلية في الأيام المقبلة بشكل أساسي غير مرئية ومن وراء الكواليس. ففي الأسبوع الماضي أطلع وزير الدفاع بيني غانتس كبار الباحثين ورؤساء المؤسسات الفكرية على موقف إسرائيل من القضية النووية.
وتحدثت الصحيفة في نهاية التقرير عن أن عدداً من المشاركين في الاجتماعات، بمن فيهم رئيس وكالة المخابرات المركزية السابق ديفيد بتريوس، ودينيس روس، والصحافي والمؤرخ روبرت ساتلوف، وكذلك وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ليون بانيتا، أصدروا بياناً مشتركاً أعربوا فيه عن دعم السبيل الدبلوماسي، ودعا الرئيس جو بايدن إلى اتخاذ خطوات ضد إيران. وكان من بين اقتراحاتهم مناورات عسكرية مشتركة رفيعة المستوى من شأنها أن تهدد البنية التحتية النووية الإيرانية وتُجبرها على تلبية مطالب المجتمع الدولي.
وأشار البيان إلى أهمية تزويد الحلفاء والشركاء "وكذلك المنشآت والأصول الأمريكية في المنطقة بقدرات دفاعية معززة لمواجهة أي إجراءات انتقامية قد تختار إيران القيام بها، مما يشير إلى استعدادنا للتحرك، إذا لزم الأمر".
كما دعا كاتبو البيان الولايات المتحدة إلى التصرف بقوة رداً على الهجوم الإيراني على القاعدة الأمريكية في سورية والهجمات على الشحن التجاري في الخليج العربي.