مترجم -نيوزويك- عبد الحميد فحام
نفى الجيش الأمريكي شنّ غارات جوّية على الميليشيات العراقية العاملة شرقي سورية بالقرب من الحدود مع العراق، ولم تعلّق إسرائيل على الحادث المزعوم.
وقال الكولونيل واين موروتو، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والمكلّف بمحاربة تنظيم داعش في المنطقة: إنه "أستطيع أن أؤكد أننا لم نقم بتنفيذ ضربات جويّة في منطقة البوكمال، البارحة يوم 14 أيلول/سبتمبر 2021 ".
جاء البيان في أعقاب تقارير من "صابرين نيوز"، وهي منبر إعلامي عراقي تابع لعناصر "محور المقاومة" الموالية لإيران المعارضين للوجود العسكري الأمريكي في كل من العراق وسورية، تفيد بأنّ أربعة صواريخ هجوم مباشر مشترك أطلقتها طائرة أمريكية بدون طيّار، دمّرت ثلاث مركبات ملحقة بقافلة من قوات الحشد الشعبي العراقية ومعدات مراقبة بالأشعة تحت الحمراء يُقال إنها تُستَخَدَم لمنع تسلّل عناصر تنظيم داعش.
أظهرت المقاطع المصاحبة للتقارير ما لا يقلّ عن مركبتين محترقتين على الجانب السوري من الحدود مع العراق.
وقال متحدث باسم قوات الحشد الشعبي -وهي مظلّة ترعاها الدولة من الجماعات شبه العسكرية العراقية- لمجلة نيوزويك: إنّ "اللقطات التي تمّ عرضها يُزعم أنها تصوّر آثار الهجوم"، وأضاف "ويصور المقطع غارة جوية داخل الحدود السورية، ولا وجود لنا خارج الحدود العراقية".
وتناقضت وكالة الأنباء السورية الرسمية مع موقف قوات الحشد الشعبي، مدّعية نقلاً عن أحد عناصر الميليشيات العراقية في محافظة الأنبار العراقية، قوله: إنّ "طائرات حربية وطائرات مسيّرة وجّهت أربعة صواريخ إلى مقرّات الحشد الشعبي التي تقوم بتأمين الشريط الحدودي السوري العراقي".
ورداً على ذلك، قال المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي لمجلة نيوزويك: "نحن ننتظر موقفاً رسمياً".
هذا وقد كانت تشكّلت قوات الحشد الشعبي بدعم من إيران؛ ردّاً على صعود تنظيم داعش في العراق وقاتلت إلى جانب قوات الأمن العراقية ضد عناصر داعش، كما دعمت الولايات المتحدة الجيش العراقي ومقاتلي البشمركة الكردية.
في سورية، قام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤه من "قسد" بقيادة الأكراد بمحاربة داعش، ومنعت التوترات بين النظام وروسيا وايران من طرف، والولايات المتحدة وحلفائها من "قسد" من التنسيق فيما بينهم.
وتنشط إسرائيل أيضاً في سورية، بعد أن احتلّت جنوب غربي مرتفعات الجولان لعقود، وشنّت مئات الضربات ضد مواقع يشتبه في أنها مرتبطة بإيران اتهمها مسؤولون إسرائيليون بإقامة قواعد عمليات متقدّمة ونقل ذخائر متطوّرة.
وبعد النفي الأمريكي، ألقى محلّلو "صابرين نيوز" باللوم على إسرائيل في الهجوم.
ورفض الجيش الإسرائيلي، الذي اتصلت به "مجلة نيوزويك" التعليق ، مدّعياً وجود مشاكل بروتوكولية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "نحن لا نعلّق على التقارير الأجنبية".
وقد أفادت مصادر إعلاميّة حقوقية أن "طائرة مجهولة الهُوية" قصفت قافلة شاحنات تابعة لميليشيات موالية لإيران في ريف البوكمال في محافظة دير الزور.
وذكرت المصادر في وقت لاحق أن ثلاثة مقاتلين قد قُتلوا، نقلاّ عن مصادر لم يتمّ تسميتها.
وتأتي الضربات الأخيرة في اليوم الذي كان فيه بشار الأسد في رحلة نادرة خارج البلاد للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.
ولقد دعمت روسيا وإيران رئيس النظام السوري خلال حرب استمرّت عقداً من الزمن ضد المقاتلين المدعومين من قِبل الولايات المتحدة والقوات الشريكة لها، إضافة إلى مقاتلين من جماعات أخرى.
ومنذ تولّيه منصبه في كانون الثاني/يناير، أمر الرئيس جو بايدن مرتين قبل ذلك بشن ضربات ضد الميليشيات المشتبه في أنها مدعومة من إيران. وجاء الهجومان عقب هجمات صاروخية شنّتها الميليشيات العراقية على مواقع عسكرية أمريكية في العراق، وفي كل مرّة استهدفت الولايات المتحدة ميليشيات كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء المدعومة من إيران وهي مجموعات تتبع لقوات الحشد الشعبي.
على عكس الوضع في سورية، يعمل الجيش الأمريكي في العراق كجزء من اتفاق مع الحكومة العراقية، بقيادة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والذي أعلن معه بايدن في تموز/يوليو أنّ الولايات المتحدة ستنهي مهمتها القتالية في البلاد، لكنها ستبقيها في حضور تدريبي واستشاري.
وكان موروتو قد قال يوم الأحد: إن القوات الأمريكية في مدينة أربيل شمال العراق، عاصمة إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي، تعرّضت لهجوم في اليوم السابق من قبل أنظمة جوية بدون طيار.
وغرّد موروتو في ذلك الوقت: "تمّ استخدام تدابير الحماية المضادة للقوّة لهزيمة الطائرات بدون طيار. انفجرت طائرة بدون طيار واحدة داخل المحيط؛ وأصيبت طائرة أخرى بدون طيار خارج المحيط، ولم تكن هناك إصابات أو أضرار في الممتلكات".
وزعم أن جميع الهجمات ضد الحكومة العراقية وقواتها الأمنية ومقاتلي البيشمركة في المنطقة الكردية والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة "تقوّض سلطة المؤسسات العراقية ودولة القانون والسيادة الوطنية العراقية"، كما أنها "تعرّض حياة المواطنين للخطر من المدنيين والقوات الشريكة من قوى الأمن الداخلي والبشمركة والتحالف".
وبينما يحتفظ العراق بشراكته مع الولايات المتحدة، تحافظ بغداد أيضاً على علاقات وثيقة مع طهران، حيث سافر الكاظمي يوم الأحد للقاء الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي وتعهّد الجانبان بتوسيع العلاقات السياسية والاقتصادية بينهما.
وتحدّث رئيسي مع بوتين يوم الثلاثاء، وأكد الجانبان دعمهما لمزيد من التعاون. وقد ندّدت كل من إيران وروسيا مراراً وتكراراً بالتدخّل الخارجي في سورية الذي لم تمنحه دمشق إذناً.