”نداء بوست“ ـ التحقيقات والمتابعة – خاص:
تقول مصادر ”نداء بوست“ إن السفير الإيراني في دمشق مهدي سبحاني وممثل المرشد الأعلى حميد صفار هرندي حاولا الضغط على حكومة نظام الأسد من أجل حل مشاكل أهالي كفريا والفوعة المدنيين، دون جدوى.
كما حاول رئيس الهيئة العلمائية لأتباع آل البيت في سورية عبد الله نظام الحصول على الموافقات الأمنية المطلوبة لتوطينهم، بحكم علاقاته المتينة مع الأجهزة، إلا أنه لم ينجح في ذلك بسبب صرامة التوجيهات التي تلقاها مختلف الشُّعَب والأفرع الأمنية من القصر الجمهوري في دمشق.
وتضيف المصادر أن النظام قام بعدة زيارات ميدانية لهذه العائلات واللجان الممثلة لها بهدف تخفيف حالة السخط التي يعيشونها.
ولا يزال أكثر من 1200 عائلة من مهجَّري بلدتَيْ كفريا والفوعة يعانون في ظل حالة من عدم الاستقرار وغياب الخدمات، في المنطقة الجديدة التي نُقلوا إليها، منطقة ”السعن“ شرق حماة، وفي تلك المناطق لا توافق حكومة النظام على تقديم أيّ خدمات.
كما ترفض الجهات الأمنية أي عملية توطين لهذه العائلات -التي تطالب بذلك- في بلدات ريف حمص الشرقي، وهو ما تريده أيضاً السفارة الإيرانية في دمشق.
وبحسب تقرير اطلع عليه ”نداء بوست“ فإن السفارة الروسية تقف وراء التوجيهات التي عمّمها القصر الجمهوري على الأفرع الأمنية بضرورة إعادة هذه العائلات إلى محافظة حلب ومنع توطينهم في المحافظات الوسطى.
أصابع إيران
السفارة الإيرانية في دمشق وقيادة الحرس الثوري الإيراني تحرصان -كما تبيّن المصادر- على عدم خلق أي إشكال مع أي من الجهات الروسية العاملة في سورية، وهي توجيهات عُليا من طهران، ما يجعل مهمة تأمين توطين العائلات التي في ”السعن" أو بعض العائلات الأخرى في قرى شرق حمص مهمة صعبة، في ظل عدم استجابة مؤسسات النظام الأمنية أو الحكومية.
وبحسب المصدر فإن هناك تنسيقاً بين الحرس الثوري الإيراني بتوجيه من ممثِّل المرشد الأعلى في دمشق وبين قيادة الفرقة الرابعة لتأمين حلول بديلة لجزء من هذه العائلات بهدف تخفيف الضغط، ومن هذه الحلول التي ناقشتها الفرقة الرابعة مع الحرس الثوري الإيراني منتصف آب/ أغسطس الجاري نقل وتوطين 400 عائلة في عقارات ومبانٍ تسيطر عليها الفرقة الرابعة في ريف دمشق والقنيطرة.
وقد أوعز الحرس الثوري الإيراني لشركات تابعة له بالبدء في تأمين كل ما يحتاجه تأهيل مناطق التوطين بداية من البُنى التحتية والخدمات وانتهاء بالإكساء في المساكن، في حين ما تزال الجهات الإيرانية ترفض خيار نقل باقي العائلات إلى حلب كما هي التوجيهات الروسية، وتحاول إيجاد قنوات ضغط للسماح بتوطين باقي العائلات في محافظات وسط سورية.
يُذكر أنه منذ أيلول 2015، يخضع أهالي كفريا والفوعة، من المدنيين، لما سُمِّي حينها بـ “اتفاق المدن الأربع” الذي أُبرم برعاية إقليمية وبإشراف مباشر من إيران وحزب الله.
تفاصيل الاتفاق الذي وافقت عليه حينها "هيئة تحرير الشام“، وكانت طرفاً فيه، تقضي بخروج 6900 مدني من كفريا والفوعة بالإضافة إلى عناصر الميليشيات الإيرانية من البلدتين.
كما كانت هاتان البلدتان قد عُرفتا بدعمهما للنظام، واستهداف الثوار في المناطق المجاورة بريف إدلب، بعد أن اتخذت منهما الميليشيات الإيرانية قاعدتين لشنّ الهجمات ضدّ الثوار السوريين.
وقد ربط الاتفاق المذكور مصير إهالي البلدتين بمصير أهالي الزبداني ومضايا، في ريف دمشق، وتركهم ورقة للجذب والشدّ، بين يدَيِ النظام وإيران.