نداء بوست- سليمان سباعي – حمص
فرضت الميليشيات المدعومة من إيران نفسها كلاعب أساسي على الأراضي السورية منذ انطلاق الثورة في سوريا مطلع العام 2011، وعملت على مساندة قوات النظام في حربها على المناهضين لحكمه ضمن المحافظات، والمدن الثائرة، وكان لها دَوّرٌ بالغ الأهمية في تثبيت مناطق خرجت عن سيطرة فصائل المعارضة المسلحة أقصى شمال شرق سوريا كما هو واقع الحال في مدينة دير الزور، والبوكمال، فضلاً عن تواجدها العسكري اللافت في البادية السورية وتحديداً في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي.
وقال مراسل "نداء بوست" في حمص : إن الميليشيات الإيرانية المتمركزة في البادية السورية عزّزت خلال الأشهر القليلة الماضية من تواجدها العسكري في كلٍ من منطقة السخنة، ومحمية التليلة التي أنشأت ضمنها أحد أكبر مراكز التدريب العسكري الخاص بمقاتليها، فضلاً عن اتخاذها لأطراف مدينة تدمر الأثرية كمواقع عسكرية لحماية مستودعات الذخيرة، والأسلحة التي عملت على نقلها من ريف حمص الجنوبي "منطقة القصير، ومطار الضبعة" ومن مدينة البوكمال شمال شرق سوريا.
وأضاف مراسلنا بأن ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني أحّدثت مطلع الأسبوع الحالي تغييرات جذرية في مواقع انتشار قواتها السابقة في البادية السورية، وذلك بعد تعرضها للاستهداف المتكرر من قبل سلاح الجو التابع للاحتلال الإسرائيلي، والذي تسبب بخسائر فادحها لقواتها بالعتاد، والأرواح.
مصدر محلي من مدينة "تدمر" فضل عدم الكشف عن اسمه -لضرورات أمنية- قال إن الميليشيات المدعومة إيرانياً في البادية السورية، والمتمثلة بكل من حركة النجباء، ولواء فاطميون، وعصائب أهل الحق، ومجموعات تتبع لميليشيا حزب الله اللبناني، أجبرت مجموعة من العائلات على ترك منازلها المتاخمة لمدينة تدمر بهدف الاستحواذ عليها، بالتزامن مع إزالة معظم الرايات التي تدّل على انتمائهم، وتبعيتهم في المنطقة، وذلك بُغّية تشتيت محاولة رصد مواقعهم، وتضليل استهدافهم بعد انخراط قواتهم بين الأهالي.
وأفاد المصدر: بأن العدد التقديري للميليشيات الأجنبية المتواجدة في مدينة تدمر، ومحيطها يُقدّر بنحو أربعة آلاف مقاتل منتشرين بين مدينة تدمر، والحدود الإدارية لمدينة دير الزور شرق سوريا.
وذكر مراسل "نداء بوست" نقلاً عن مصادر "مُطلعة" قيام ميليشيا حزب الله اللبناني بنقل مستودعين للأسلحة من مدينة "القريتين" الواقعة بريف حمص الشرقي، إلى منطقة البيارات أول أمس الأحد، وذلك تحت حراسة أمنية مشددة، خشية تعرضها للاستهداف الإسرائيلي، وكان حزب الله قدّ عمل على نقل الأسلحة من منطقة القلمون، ومن مطار الضبعة، ومنطقة البويضة إلى ريف حمص الشرقي بعد تعرضه للاستهداف الإسرائيلي في السابع من أغسطس – آب الماضي.
وتجدر الإشارة إلى أن الميليشيات المدعومة من إيران، وعلى رأسها "الحرس الثوري" تفرض سيطرتها المطلقة على مطار التيفور العسكري في البادية السورية، وسط حالة من التنافس مع القوات الروسية التي طالبتها بالانسحاب منه على لسان القائد العسكري لمطار حمييم، وذلك تجنباً لاستهداف قواتها من قبل إسرائيل.