أكدت مصادر خاصة في دمشق لموقع "نداء بوست" أنّ مكتب ممثل المرشد الأعلى بدمشق يتابع "باهتمام كبير" مشروع كسب ولاء العشائر العربية لا سيما في مناطق شرق وشمال شرق سورية.
وقد تحّقق ”نداء بوست“ من المعلومات الواردة عن الاجتماع الذي عقده مسؤولون من مكتب ممثل المرشد الأعلى في العاصمة دمشق مع ممثلي ومشايخ عشائر موالية لمشروع المقاومة كما يصفها ممثل المرشد الأعلى في دمشق، إذ عُقد الاجتماع، بحسب مصدر نداء بوست، في الثامن من آب/ أغسطس الجاري، وكان في مقدمة المشاركين من وفد العشائر الشيخ نواف طراد الملحم أحد مشايخ عشيرة الحسنة التابعة لقبيلة عنزة العربية.
ويترأس الملحم "حزب الشعب" وهو حزب سياسي تدعومه إيران، ويتلقى الحزب تمويلاً مباشراً من مكتب ممثل المرشد الأعلى بهدف خلق بيئة مجتمعية سياسية مؤيدة لإيران وذلك من خلال انتظام المكونات العشائرية في أحزاب سياسية مستقلة أحدها حزب الشعب.
أحزاب إيرانية وأخرى روسية
وفي سبيل هذا الهدف تنسق إيران الدعم الكامل من أفرع المحافظات التابعة لحزب البعث الذي يواجه انقسامات وضغوطات روسية للحد من دوره في الحياة السياسية في سورية لحساب أحزاب مستقلة أخرى تابعة للسفارة الروسية في دمشق، حيث تضع إيران بحسبانها أن يكون حزب الشعب وباقي الأحزاب التي تموّلها مراكز استقطاب الكوادر السياسية والشباب الذين سيتركون حزب البعث وخاصة في المحافظات الشرقية من سورية وبهذا تضمن إيران دورها في المشهد السياسي السوري خلال المرحلة المقبلة والتي تتوقع فيها ضغوطات أكبر روسية على مركزية حزب البعث.
وأكّدت مصادر "نداء بوست" أّنّ الاجتماع الذي جرى في دمشق ناقش الانقسامات الكبيرة التي يشهدها "حزب البعث" وخاصة في المحافظات الخارجة عن سيطرة النظام.
كما ناقش دور الأحزاب المستقلة التي تشكلها العشائر الموالية لإيران في احتواء أي تراجع متوقع لحزب البعث ودورها في مواجهة الأحزاب المستقلة التي تنشط بدعم وتوجيه روسي، وناقش دعم طهران الكامل للحضور العشائري في الحياة السياسية والمجتمعية في سورية، وهذا الدعم سيكون مادياً وسياسياً، إلى جانب تفريغ الكوادر الحزبية والشباب في هذه الأحزاب عن أي انخراط في القوات الرديفة وذلك لتأهيلهم سياسياً ومجتمعياً لأدوار مدنية هامة.
وفي وقت سابق، تابع قسم التحقيقات في "نداء بوست" اللقاءات التي عقدها مسؤولون في السفارة الإيرانية في دمشق ومسؤولون في مكتب ممثل المرشد الأعلى بدمشق مع كل من نواف البشير شيخ قبيلة البقارة وزهير خميس شيخ عشيرة الدمالخة، والدعم المالي الذي تقدمة إيران لهما لنشر التشيع في عشائر شرق حلب والرقة ودير الزور.