قسم المتابعة والتحقيقات – نداء بوست
تتجه ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني إلى إخلاء عدد من المواقع التي تتمركز بها في جنوبي سورية، تجنباً للضربات الجوية الإسرائيلية، ولتقليل الخسائر الناجمة عن تلك الغارات التي يستهدف معظمها مستودعات الأسلحة والذخائر.
وتقول مصادر "نداء بوست": إن مكتب "الحرس الثوري" في دمشق تلقى معلومات تفيد بأن إسرائيل ستستهدف بشكل واسع مواقع الميليشيات في الجنوب السوري، بدءاً من دمشق وريفها، وصولاً إلى محافظات درعا والقنيطرة والسويداء.
وتشير المعلومات إلى أن الأسابيع القادمة ستشهد ضربات دقيقة ومركزة على مستودعات الصواريخ الإيرانية في سورية.
إيران تبحث عن ملاذ آمِن في حمص
من المرجَّح أن تقوم الميليشيات الإيرانية خلال النصف الأول من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، بنقل عدد من المواقع المهمة من ريف دمشق إلى وسط سورية، وتحديداً إلى مواقع أنشأتها مسبقاً قرب بلدة "شين" في ريف حمص الغربي، وأخرى في مدينة "قطينة" جنوب حمص.
وبالتزامن مع ذلك، يجهز "الحرس الثوري" مواقع أخرى في المنطقة الواقعة بين ريف حمص الغربي والحدود الإدارية لمحافظة طرطوس، وبحسب مصادر "نداء بوست"، فإن المواقع الجديدة يشرف على إنشائها وتحصينها شركات إعمار وبناء إيرانية.
وتعمل تلك الشركات بشكل متواصل وعلى مدار الساعة لتأمين بنية تحتية ضخمة للنفوذ الإيراني الأمني والعسكري في مختلف المناطق السورية، تشمل إنشاء مستودعات ومقرات وأنفاق بعيدة نوعاً ما عن القصف الإسرائيلي المتوقع أن يستمر في المرحلة القادمة.
تحصينات ضخمة لحماية الترسانة الإيرانية
أشارت مصادر "نداء بوست" إلى أن المواقع الجديدة التي سيلجأ إليها "الحرس الثوري" غرب وجنوب حمص، هي مستودعات تحت الأرض محصنة بشكل جيد، مع شبكات أنفاق جاهزة لربط هذه المستودعات مع مقرات أخرى في المنطقة، وستنقل الميليشيات لها صواريخ إيرانية بعيدة المدى، منها صواريخ "قيام" وصواريخ "عماد 3".
كما سيتم نقل تجهيزات لوجستية وتخصيص مستودعات قريبة ومحصنة للوقود المسال والصلب المخصص لمختلف أنواع الصواريخ المراد نقلها، في حين ستوفر الميليشيات الحماية لهذه المستودعات من خلال شبكات رادار يتم تجهيزها ومنظومات طيران مسيَّر للحماية الميدانية بالإضافة لمنظومة دفاع جوي من طراز "Bavar 373".
تجدر الإشارة إلى أن المقاتلات الإسرائيلية تنفذ بين الحين والآخر ضربات ضد المواقع الإيرانية في سورية، وقد كان آخِرها يوم الجمعة الماضي حيث استهدفت عدة نقاط في محيط العاصمة دمشق، فيما أكدت الحكومة الإسرائيلية أن وزير خارجية "تل أبيب"، يائير لابيد، سيتجه إلى موسكو غداً لبحث استمرار الغارات على سورية مع المسؤولين الروس.