نداء بوست- قسم المتابعة والتحقيقات- أحمد العكلة
عملت قوات الأسد خلال الآونة الأخيرة على إحصاء جديد للأراضي الزراعية في المناطق التي سيطرت عليها خلال الأعوام الثلاثة الماضية، بمحافظتَيْ إدلب وحماة، لطرحها في مزادات علنية للاستثمار.
وتهدف عملية الإحصاء إلى التمهيد لطرح أملاك النازحين بالشمال السوري بمزادات علنية، لاستثمارها في الموسم الزراعي المقبل.
كذلك قام جنود الأسد بقطع الأشجار ضِمن عملية تعفيش واسعة وممنهجة مارسها أو رعاها جيش النظام برفقة الميليشيات المقربة منه في المناطق التي سيطر عليها في ريف إدلب الجنوبي.
كما بدأت قوات الأسد بتخريب أثاث المنازل مروراً بسرقة الأبواب والشبابيك، وشملت حتى الأسقُف التي جرى تحطيمها لاستخراج مادة الحديد منها.
سرقة الجنود للمحاصيل
المزارع عبد الله الياسر -وهو مهجَّر من ريف إدلب الجنوبي- أرسل أحد أصدقائه الذي يعيش في مدينة حماة، من أجل تفقُّد أرضه الزراعية في ريف إدلب الجنوبي وخصوصاً أشجار الزيتون.
وقال الياسر إنه "أخبرني صديقي بعد وصوله للقرية بوجود 10 جنود داخل الأرض الزراعية وطلبوا مني المغادرة، بحجة أن المنطقة عسكرية ولكنهم كانوا يقومون بقطاف الزيتون وسرقته من داخل الأرض".
حرق الأشجار
وأضاف في حديث لـ"نداء بوست" أنه "قام صديقي بقطاف حبات من الزيتون من إحدى الشجرات وحملها في كيس بعد أن أخذ إذن أحد الجنود وأثناء عودته قام الضابط بمصادرة الكيس وطرده خارج البلدة رغم أنه يعيش في مناطق سيطرة النظام".
كذلك أكد في حديثه أنه "أثناء جولته وجد العشرات من أشجار الزيتون المقطوعة إضافة إلى أن جنود الأسد قاموا بحرق الأشجار في فصل الصيف وذلك من أجل تحطيبها وبيعها بمبالغ جيدة في مناطق سيطرة النظام".
وعملت قوات الأسد على تشكيل، لجان فنية" مختصة بتحديد ملكية الأراضي الزراعية بالمناطق التي سيطرت عليها في عملياتها العسكرية ما بين 2018- 2020، وإحصاء أراضي النازحين لمناطق الشمال السوري من غير القادرين على استثمارها.
وسيكون استثمار أراضي النازحين بصيغة "الضمان"، وتكون الأولوية فيه لأبناء قتلى السلطة والعسكريين من أبناء المنطقة.
استثمار الأراضي الزراعية
من جهته اعتبر المهندس الزراعي مصطفى اليحيى أن "أراضي ريف حماة الشمالي وأراضي ريف إدلب الجنوبي تُعتبر غنية ووافرة خصوصاً الفستق الحلبي والبطاطا والخضراوات وتنتج سنوياً محاصيلَ تقدر بالملايين".
كما أضاف في حديث لـ"نداء بوست" أنه " قام بعض الضباط المتواجدين في منطقة خان شيخون ومورك بتضمين الأراضي الزراعية التي سيطروا عليها لمتعهدين في المنطقة مقابل إعطائهم حصتهم والتي تشمل نصف محصول الموسم أو مبالغ مالية يتم الاتفاق عليها".
وأشار في حديثه: "منعت قوات النظام العائدين من استملاك أراضيهم بحجة أنها أراضٍ للورثة ولا يوجد جميع أفراد العائلة فيما يقوم الضباط بالتقاسم مع المزارع الذي عاد ليحرث أرضه نصف محصول موسمه".
سلب أثاثات المنازل
ويعمل جنود النظام على سرقة المنازل والمحاصيل الزراعية وهدم الأسقف وسلب الحديد منها وذلك بهدف بيعه في الأسواق بمناطق سيطرة النظام لتأمين مدخول لهم في ظل تدنِّي رواتبهم وارتفاع مستوى المعيشة.
محمد الجمال (اسم مستعار) وهو مدني يعيش في مناطق سيطرة النظام عاد لبلدته بهدف توثيق مقاطع فيديو لأقربائه المهجَّرين ووضع منازلهم وأراضيهم الزراعية، ولكنه تفاجأ بحجم الخراب الذي طال المنطقة.
وأكد الجمال في حديث لـ"نداء بوست" أنه "بعد حصولي على إذن من قِبل الضابط للعودة للبلدة تم منحي 3 ساعات للبقاء فيها ولكن تفاجأت بأن جميع المنازل تم سلب أبوابها ونوافذها وأن أغلب المنازل باتت بلا أسقُف".
وحول الأراضي الزراعية وسيطرة الجنود عليها أضاف أن "الأراضي التي لا يستفيد منها الجنود يتم حرقها أو قطع شجرها عبر مناشير الحطب وبيعها في الأسواق فيما يتم مراقبة مزروعات الأراضي كالزيتون والتين من أجل قطافها".
كذلك أشار إلى أن قوات الأسد قامت بجلب ورشات من مناطق سيطرة النظام مهمتها سرقة المحاصيل، وكذلك تم تخصيص كل ورشة لسرقة نوع معين من أثاث المنزل وكذلك ورشات أخرى لهدم أسقف المنازل وسلب الحديد".
جدير بالذكر أن قوات الأسد فرضت في وقت سابق على كل مالك في مناطق سيطرة ميليشيا الأسد لمساحة زراعية؛ (مدنياً كان أم عسكرياً) دفع 80 ألف ليرة سورية عن كل دونم يملكه بريف إدلب الجنوبي أو ريف حماة الشمالي؛ بحجة أن هذه الأموال تُصرَف لعوائل قتلى الميليشيات الطائفية.