نداء بوست – إدلب – محمد الشيخ
على أرضية ملعب مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي، أقيمت مساء أمس الاثنين، مباراة ودية في كرة القدم جمعت فريقي “الأمل” و”الشام”، انتهت بفوز الأول بهدفين نظيفين.
حتى الآن، يبدو الخبر عادياً، إلا أن الغريب وما هو فوق العادة أن لاعبي كلا الفريقين من مبتوري الأطراف، الذين فقدوا أقدامهم أو أيديهم بفعل القصف والحرب الدائرة في سورية منذ أعوام.
متوكئين على عكازاتهم يركض لاعبو الفريقان على أرضية الملعب، التي ملأوها نشاطاً وحيوية، وأشعلوا حماس وتفاعل مئات المشجعين الذين قدموا من مختلف مناطق إدلب لحضور هذه المباراة.
ورغم الإعاقة، إلا أن المباراة شهدت فواصل فنية عالية الجودة، ومهارات فردية، وتكتيات ولعب جماعي، كما أنه لم يغب عنها الكرات المقصية أو ما تعرف بـ”دبل كيك”.
الإصابة ليست النهاية
أكد مدرب فريق “الأمل” رضوان شيخ الحدادين في حديث لموقع “نداء بوست”، أن أنشطة النادي لا تقتصر على كرة القدم فقط، وإنما لديه إلى جانبها عدة ألعاب منها كرة السلة على الكراسي، وكرة الطائرة جلوس، وسباحة، وشطرنج، إضافة إلى الفنون القتالية وتحديداً الكاراتيه.
وأشار شيخ الحدادين إلى أن هذه النشاطات والمباريات بالغة الأهمية بالنسبة للمصابين كونها تنعكس إيجاباً على صحتهم النفسية وترفع من معنوياتهم، كما أنها تصقلهم وتجعلهم يعيشون جو المنافسة.
وحول تاريخ تأسيس النادي، أوضح محدثنا أنه تأسس في عام 2017 ويعتبر الأول من نوعه في سورية، والرابع على مستوى الوطن العربي، إلا أنه يعاني من عدة صعوبات ويواجه تحديات عدة أبرزها العامل المادي.
وأضاف أن العمل مع الأشخاص أصحاب حالات البتر ممتع وشيق إلا أن ضعف الإمكانيات المادية يفسد تلك المتعة، موضحاً أن غياب الدعم وعدم وجود راعي للنادي يحول دون تنظيم المباريات بشكل دوري، خاصة وأن الملاعب في المنطقة مأجورة فضلاً عن أجور المواصلات وملابس اللاعبين.
من أصحاب الإعاقة نستفيد
مئات الأشخاص ومن مختلف الفئات العمرية حضروا المباراة، حيث امتلأت الأماكن المخصصة للمشجعين بشكل كامل، فيما اضطر آخرون للانتظار خارج الملعب لمتابعة النتيجة.
قطع باسل الشيخ عدة كيلو مترات رفقة أطفاله بهدف حضور المباراة، وتشجيع لاعبي كلا الفريقين، ويقول لـ”نداء بوست” إنه رغم برودة الطقس والمسافة بين مكان إقامته وملعب المباراة، إلا أنه قرر حضور هذا اللقاء لدعم اللاعبين ورفع معنوياتهم.
وأشار إلى أنه تقصد إحضار أطفاله إلى المباراة ليتعملوا من اللاعبين معنى الإصرار والتمسك بالحياة وعدم اليأس مهما كانت الظروف، كما لفت إلى أن الحضور الجماهيري الكبير يرفع من معنويات اللاعب ويشعره بمكانته في المجتمع ولدى باقي المكونات الاجتماعية.
وأعرب الشيخ عن أمله في أن تتبنى جهة أو مؤسسة لهذه الفرق وهذه النشاطات، من منطلق إنساني أولاً كون اللاعبين أشخاصاً فقدوا أحد أطرافهم وباتوا غير قادرين على العمل، ومن الجانب الاجتماعي ثانياً، باعتبار أن هكذا الفعاليات تقلل من حالات اليأس بين المصابين وتمنع تشكل فكرة عقدة النقص لديهم.
جدير بالذكر أنه في نهاية المباراة قامت الجهة الراعية للمباراة بتكريم لاعبي الفريقين الذين التقطوا صوراً تذكارية فيما بينهم وسط أجواء إيجابية وودية.