”نداء بوست“ – المتابعة والتحقيقات – دمشق:
يتابع فريق التحقيقات الصحافية في موقع “نداء بوست” آخِر تطورات التوغّل الإيراني في مناطق سيطرة النظام السوري، والتي كان أبرزها استكمال مكتب استخبارات الحرس الثوري الإيراني في دمشق خطوات إنشاء فرع جديد ضِمن إدارة المخابرات الجوية تحت اسم فرع الاتصالات وأمن المعلومات، في مقابل إنشاء الاستخبارات الروسية في دمشق منتصف أيلول/ سبتمبر الجاري مكتباً خاصاً لأمن المعلومات يتبع بشكل مباشر رئيس مكتب الاستخبارات الروسية بدمشق.
ويبدو أنّ تحكُّم النفوذ الإيراني في مختلف المفاصل الأمنية والعسكرية والاجتماعية وحتى الحكومية أكبر بكثير من النفوذ الروسي؛ والذي بدأ يدرك ضرورة السيطرة على المفاصل الحساسة بعد تدخله العسكري نهاية أيلول/ سبتمبر 2015، ومن المواقع الحساسة -التي كانت تحت الإشراف والإدارة الإيرانية المباشرة- قطاع الاتصالات وأمن المعلومات والذي يشرف عليه في العاصمة دمشق الفرع 225 التابع لشعبة المخابرات العسكرية.
انشطار أجهزة المخابرات
وقالت مصادر خاصة لـ “نداء بوست”: إن معظم أفرع شعبة المخابرات العسكرية ونتيجة تنقلات عسكرية وأمنية واسعة باتت تحت ولاء الجانب الروسي، والفرع 225 (فرع الاتصالات) هو الفرع المتخصص بين الأفرع الأمنية بالخبرات الواسعة والتقنيات المستفادة من دورات وبعثات في الكثير من دول العالم قبل الثورة ومن خبراء إيرانيين بعدها في مجال الاتصالات بمختلف أنواعها، ولذلك فإن نقل إيران لإدارة أمن المعلومات والاتصالات إلى جهة أخرى تثق بها إيران بشكل كامل -وهي المخابرات الجوية- يحتاج من إيران تدريب ضباط المخابرات الجوية والتدخل في عمليات نقل الضباط مضموني الولاء بالنسبة لها إلى الفرع الجديد الذي تخطط إيران أن يدير الأمر بالتدريج بديلاً عن الفرع التقليدي ذي الخبرة التراكمية في شعبة المخابرات العسكرية، وقد استعان الحرس الثوري بخبراء ومهندسين وفنيين تابعين مباشرة لقوات الباسيج تم استقدامهم إلى سورية نهاية آب/ أغسطس الماضي.
وأضافت مصادرنا أن “الأمر يحتاج من الحرس الثوري الإيراني التدخل الواسع في بنية إدارة الاتصالات التابعة لحكومة النظام وفي الشركة السورية للاتصالات والتدخل في استصدار لوائح التعيين الجديدة بما في ذلك الضباط الأمنيون والموظفون المدنيون”.
ويتابع مكتب الاستخبارات الروسية، بحسب مصدر “نداء بوست”، التغييرات التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني، وتقوم الاستخبارات الروسية بمحاولة عرقلتها بالتواصل المباشر مع شعبة الأمن العسكري بدمشق بهدف حماية قواعد البيانات والبنية التحتية الحالية في قطاع الاتصالات وعدم حدوث أي تغيير على المستوى المؤسساتي أو الأمني في إدارتها.
ورصد فريق التحقيقات الصحافية في “نداء بوست”، في هذا السياق، عمليات أخرى موازية يقوم بها مكتب ممثل المرشد الأعلى في دمشق بالتنسيق مع استخبارات الحرس الثوري الإيراني تتعلق بإدارة شبكات إلكترونية وحملات صناعة رأي عامّ وتأثير مجتمعي، في مشاريع مستقلة هدفها الدعاية غير المباشرة لصالح الدور الإيراني في سورية.