نداء بوست- عواد علي- بغداد
يحتفي المخرج السينمائي العراقي قيس الزبيدي في كتابه "نبيل المالح.. العين الثالثة"، الصادر حديثاً عن دار خطوط وظلال، بصديقه المخرج السينمائي السوري الراحل نبيل المالح، جامعاً فيه كل ما كتب عنه النقاد، وكلمات الرثاء التي كُتبت عنه، والحوارات التي أُجريت معه، إضافةً إلى استعراض منجزه الفيلمي.
يتألف الكتاب من مقدمة وأربعة فصول وأربعة ملاحق، وقد اختار الزبيدي مقالاً بعنوان "نبيل المالح رائد في الثقافة السورية الحديثة" للناقد السينمائي الفلسطيني الراحل بشار إبراهيم مقدمةً للكتاب، يقول فيها: "التنوع والغنى، وهذه المرونة والقابلية للتطور، سمات أساسية لدى نبيل المالح، شخصياً ومهنياً، وهي استعدادات أولية، اتكأ عليها ليكون -بهدوء وصمت ظاهريَّيْنِ، وغليان وصخب داخليَّيْنِ- أحد أبرز رواد الثقافة السورية الحديثة".
يتناول الفصل الأول أفلام المالح بأقلام عدد من النقاد السينمائيين، منهم محمد رضا، الذي يحلل فيلم "بقايا صور" قائلاً: إنه "ينتقل طوال ساعتين ساحباً معه خطاً روائياً سليماً، يدور حول العائلة التي كانت تقهرها ظروف الفقر والحالات الاجتماعية والسياسية في فترة من بداية هذا القرن"، ويكتب أمير العمري، عن فيلم "الكومبارس" مبيناً أن المالح يعالج فيه موضوع القهر الاجتماعي والسياسي، من خلال علاقة عاطفية بين رجل وامرأة في دمشق"، وتقف الناقدة السورية رندة الرهونجي على فيلم "الكومبارس" أيضاً، ويتناول عدنان مدانات فيلمين للمالح هما "الفهد" و"الكومبارس"، أما الناقد ناجح حسن فيكتب عن فيلم "السيد التقدمي"، وتناقش الكاتبة إسراء الردايدة فيلم "الكومبارس" بصفته أحلاماً منكسرةً ولحظات حب مبتورة.
وفي الفصل الثاني من الكتاب المُعَنْوَن بـ"الرحيل" اختار الزبيدي مجموعة من كلمات الرثاء للأصدقاء السينمائيين والمثقفين الذين عرفوا نبيل المالح، إضافةً إلى ابنته إيبلا، فيكتب سمير فريد "تابعت مسيرة نبيل المالح منذ أن شاهدت أفلامه القصيرة الأولى في أولى زياراتي إلى دمشق عام 1970".
ويقول الناقد كمال رمزي عنه: "دائماً في عجلة من أمره، لا أراه إلا متسارع الخطى يتحدث بانتشاء عن مشاريعه القادمة"، ويكتب الناقد هوفيك حبشيان كلمةً بعنوان "مسيرة بحث وترحال"، ومحمد ملص كلمةً بعنوان "فعلتها يا صديقي"، وترثيه ابنته إيبلا بقولها: "علمتنا الطيران قبل أن نستطيع المشي".
وخصص الزبيدي الفصل الثالث لنصوص المقابلات الرصينة والفكرية والثقافية التي أجراها مع المالح عدد من الصحافيين المعنيين بالثقافة والفنون والسينما، وفيها يكشف المخرج الراحل عن رُؤاه، وتصوراته وأحلامه، ومشروعه السينمائي والثقافي.
أما الفصل الرابع فحمل عنوان "نبيل المالح نظرة إلى الحياة والسينما"، أضاء جوانب من رُؤاه ومبادئه تجاه السينما والحياة، ويختم الزبيدي الكتاب بأربعة ملاحق تضمن الأول "فيلموغرافيا الأفلام الروائية"، والثاني "فيلم الفهد في مهرجان لوكارنو السينمائي"، والثالث "تكريم المخرج في مهرجان دبي السينمائي الدولي"، والرابع ملحق الصور التي مثلت معادلاً موضوعياً لمجالات إبداعية وثقتها الصورة الفوتوغرافية بشغف.
وجاء في تعريف الناشر للكتاب أنه يضم بين دفّتيه مسيرة مخرج- فنان طليعي اختار على مدى عقود أن يضع، كما يقال، سينما عربيةً، وهي على مفترق طرق، على خارطة السينما في العالم. مسيرة واجهت عقبات إنتاجية وصعوبات شديدة في مراحل تحقيقها المستمرة.
وكما يبدو من شهادات أهمّ نقاد السينما، التي تبين -بعد غياب الفنان نبيل المالح أولاً عن السينما لعقود، وبعد أن توقفت مسيرته الفنية والفكرية الإبداعية من كل الجوانب- أنه حقق نجاحاً حقيقياً في بعض الأفلام، وأخفق في تحقيق سيناريوهات أفلام أخرى تعرضت للعقاب مرة هنا وأخرى هناك!".