نداء بوست -أخبار سورية- نيويورك
عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، جلسة خاصة لمناقشة ملف جرائم الحرب في سورية، وشارك فيها ناشطون سوريون، كانوا شهوداً على جرائم النظام السوري، وطالبوا بمحاسبته وحماية السوريين من جرائمه.
وعُقدت الجلسة برعاية مباشرة من إستونيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، ومشاركة كندا، وألمانيا، وجورجيا، وليشتينستن، وهولندا، وقطر، والسويد، وتركيا.
وهي من النوع الذي يدعى "آريا"، ويقصد بها جلسة خاصة للاستماع إلى آراء الأفراد والمنظمات في قضايا تعد من صلب اختصاص مجلس الأمن، وتسمح لهم بتجاوز بعض أعضاء المجلس من حق التعطيل عبر استخدام "الفيتو".
وفي الجلسة الأولى، أدلى ممثلو الدول الراعية بكلمات خاصة بالشأن، تبعهم في الجلسة الثانية ممثلو أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين.
وفي الافتتاحية، تحدثت رئيسة الآلية الدولية المحايدة والمستقلة، كاثرين مارشي أويل، وأستاذ قانون الجرائم والقانون الدولي، البروفسور كلاوس كريس، ثم كل من اللاجئ السوري والمعتقل السابق وناشط في حقوق الإنسان، عمر الشغري، والصحفية والمخرجة السينمائية السورية، وعد الخطيب، والمحامي والناشط السوري، إبراهيم العلبي، العضو في رابطة "محامي كرنيكا 37"
بدأت المخرجة وعد الخطيب كلمتها بالقول "من المفترض أن أبدأ حديثي معكم بأن أقول لكم إني أتشرف بأن أكون هنا، لكن لا يمكنني أن أقول ذلك، من أجل الشعب السوري".
وأضافت أن "سورية ليست بخير ما دام الأسد يحكمها، وأنتم ترفضون الاعتراف بذلك، وترفضون التصرف تجاه انتهاكات الأسد".
وتابعت: " لقد خذلتمونا، والآن يناقش البعض منكم إعادة العلاقات مع نظام الأسد والتطبيع معه".
وحملت الخطيب روسيا المسؤولية عن استهدافها للمستشفيات والمنشآت المدنية، وطالبت المجتمع الدولي بتكثيف جهوده لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب التي يعيشها السوريون منذ أكثر من عشر سنوات.
وتساءلت المخرجة السورية: “ما هي الرسائل التي ترسلونها إلينا إذا استمر الإفلات من العقاب؟ هل لا بأس من قتل الناس؟ وقتل الأطفال؟ وتدمير المستشفيات؟ ما هو الإرث الذي ينبغي أن تتركوه إذا لم تحاسبوا مرتكبي الجرائم؟".
ومن جانبه، قال الناشط عمر الشغري: إنه "لدينا اليوم أدلة ضد الأسد أكثر من الأدلة ضد النازيين"، مضيفاً أن "الأشخاص الذين صورهم قيصر ذهبوا جميعاً، لقد فات الأوان لإنقاذهم، لكن هناك ملايين كثر لا يزال من الممكن حمايتهم"، مضيفاً "هذا ما أطلبه منكم".
وأضاف " إنقاذ السوريين لا يتطلب معجزة وإنما يتطلب شجاعةً وتحركاً" وتابع "هناك 3000 فرصة ضائعة لحماية أناس أبرياء في سورية"
وقال المحامي السوري إبراهيم علبي: "قبل انضمامي إلى رابطة محامي كرنيكا 37، لم أتوقع أبدا أني سأشهد بعيني ظلم الجمعية التاريخية الذي قرأت عنه في الكتب، واليوم هنالك فرصة لمحاسبة مرتكبي الجرائم في سورية".
وأضاف علبي في كلمته: "نحن في الحاضر حضرة الرئيس وهذا الحاضر يعتمد على ما سيقوم به العالم اليوم وأعني الدول والأفراد الحاضرون معنا اليوم، في الماضي ربما كان هنالك عذر بعدم التحرك لعدم وجود أدلة وتفاصيل، لكنها الآن كثيرة، خاصةً في تقرير لجنة التحقيق المستقلة الأخير المكون من 1270 صفحة ويحتوي على آلاف المقابلات، ناهيكم عن تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.. الأدلة تدل أن النظام الأسد هو الجاني الرئيسي"
واستدرك العلبي، أن الأسد بارتكابه لهذه الجرائم "فهو يوجه رسالة مفادها أنه يرتكب دون عقاب وهكذا أصبح الموت في سورية أمراً لا مفر منه". وتابع: "سورية ليست منطقة حرب بل إنها ساحة جريمة، وفي حين أن الحروب قد تنتهي فإن الجرائم تستمر.. مع معرفة مسرح الجريمة والدليل والجناة، لماذا لم يعمل هذا المجلس؟"