"نداء بوست" -خاص- بيروت
أثارت تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي جدلاً واسعاً وردود أفعال غاضبة بعد دعوته إلى إعادة اللاجئين السوريين في لبنان قسراً إلى مناطق سيطرة نظام الأسد.
الناشط الحقوقي السوري محمد حجازي قال لـ"نداء بوست": إنّ كلام البطريرك الراعي عن إعادة اللاجئين السوريين قسراً إلى سورية مرفوض دولياً.
كما أشار إلى أن عدد السوريين اليوم في لبنان لا يتخطى ثمانمئة ألف لاجئ فقط، واستغرب حجازي سعي بعض الأطراف اللبنانية على تشجيع المواطنين اللبنانيين على العنصرية ضد اللاجئين السورين من خلال التعرض لهم بالضرب وإحراق مخيماتهم والتعدي عليهم وعلى أرزاقهم، مستهجناً الشحن ضد اللاجئين الذي يرتدّ سلباً على معيشتهم وأوضاعهم.
وأكّد الناشط الحقوقي أن السوريين لا يريدون الجنسية اللبنانية ولا يسعون إلى التوطين، وإنما هم مجبرون على البقاء في لبنان بسبب الظروف الخارجة عن إرداتهم.
وقال حجازي ل"نداء بوست": إن "اللاجئ الهارب من بطش النظام وظلمه لا يستطيع العودة إلى سورية، وإنما هناك عدد من السوريين يعملون جواسيس وعملاء للنظام السوريين، هؤلاء يجب إعادتهم إلى سورية".
واعتبر أن السوريين سيعودون إلى بلادهم فور ذهاب النظام السوري الظالم، مؤكداً أن "اللاجئ السوري باقٍ في لبنان مجبراً، ويعاني الويلات في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة والانهيار الحاصل، وغياب المساعدات وحجبها عن هؤلاء اللاجئين". وسأل الناشط "هل يكفل البطريرك الراعي عدم تعرّض النظام السوري لهؤلاء اللاجئين إذا تمت إعادتهم وعدم تعذيبهم وقتلهم؟"، وقال: "لن نستطيع العودة إلى سورية والعيش تحت رحمة النظامَين الإيراني والروسي".
وطالب حجازي السلطات اللبنانية والحكومة الجديدة بحماية اللاجئين على أرض الواقع، وعدم السماح للأحزاب التي تعمل تحت نظام الأسد بترحيلهم أو خطفهم وتسليمهم إلى السلطات. ودعا الناشط "الحكومة الجديدة إلى حل "الحزب السوري القومي الاجتماعي"؛ لأنه حزب مخابراتي تابع لنظام الأسد في لبنان، ويعمل على خطف اللاجئين السوريين وترهيبهم وترحيلهم وتسليمهم للنظام السوري"، وَفق قوله.
وكانت إذاعة الفاتيكان نقلت عن "الراعي" قوله على هامش مشاركته في مؤتمر كنسي بالعاصمة المجرية بودابست: "على اللاجئين السوريين العودة إلى سورية؛ لأن الحرب انتهت هناك. وهم لا يريدون الإقرار بذلك، ويصرون على البقاء في لبنان".
وأضاف أنه لا يكنّ العداء للاجئين السوريين، لكن لبنان لا يستطيع تحمل مثل هذا العبء، مشيراً إلى أن اللبنانيين يغادرون بلادهم، واللاجئون يحلون مكانهم.