نداء بوست- أخبار سورية- الرياض
منحت المملكة العربية السعودية الخطّاط السوري عثمان طه والذي خطّ المصحف الشريف الجنسية السعودية.
وينحدر طه من مدينة حلب السورية حيث وُلد في عام ١٩٣٤، لأب يعمل إماماً بمسجد المدينة، ويُدرس بكُتّاب المدينة ويعلم أولادها القراءة والكتابة.
كما عُيِّن في عام ١٩٨٨ عضواً من أعضاء منظمة التحكيم الدولية لمسابقات الخط العربي التي تقام كل ثلاث سنوات في مدينة إسطنبول.
وتم تعيينه في نفس العام خطاطاً في مجمع الملك فهد لطباعة المصاحف بالمملكة العربية السعودية، وكاتباً لمصاحف المدينة النبوية ليقوم بكتابة المصحف الشريف بخط يده أكثر من أربع عشرة مرة.
بعد أن تعلم من والده مبادئ خط الرقعة تتلمذ على يد أساتذة الخط في مدينة حلب، ومنهم محمد المولوي وحسين التركي إلى أن وصل إلى كبير أساتذة خطّاطي مدينة حلب إبراهيم الرفاعي.
وفي عام ١٩٦٠ التقى بخطّاط بلاد الشام محمد الديراني الذي تعلم على يده نوعين جديدين وهما الخط الفارسي وخط الثلث، كما أن لقاءاته الكثيرة بخطّاط العراق هاشم البغدادي أفادته كثيراً.
اعتمد على أسلوب تبسيط الكلمة، وهو الأصل في الخط الكوفي الذي كُتب به القرآن أول مرة أيام الصحابة، أي الحرف إلى جانب الحرف؛ وبذلك تأتي الحركات فوق الأحرف التابعة لها بدقة، كما يُلاحظ ذلك في مصاحف مجمع الملك فهد.
اكتسب خبرة في توزيع الكلمات في السطر الواحد بحيث ينتهي السطر كما بدأ دون تزاحُم للكلمات في النهاية، كما في كثير من المصاحف المخطوطة، وذلك من أجل أن تظهر الصفحة متناسقة متألقة من حيث حسنُ الترتيب والتنسيق.
وكذلك اكتسب خبرةً من علماء القِراءات أعضاء اللجان العلمية لمراجعة المصاحف المخطوطة، واستفاد من آرائهم في هذا المجال.
تدرج عثمان طه في دراسته بشكل طبيعي من الابتدائية وحتى الثانوية في مدينة حلب، وكان طوال هذه الفترة يدرس، أيضاً مع مشايخ الخط بالمدينة لتعلُّقه الشديد وحبه لفن الخط منذ صغره. إلى أن انتقل لمدينة دمشق في المرحلة الجامعية ليحصل على الليسانس في الشريعة الإسلامية عام ١٩٦٤.
وتتلمذ في هذه الفترة على يد مشايخ الخط في مدينة حلب، ومنهم: محمد علي المولوي، ومحمد الخطيب، وحسين حسني التركي، وعبد الجواد الخطاط، وأخيراً إبراهيم الرفاعي خطّاط مدينة حلب.
يُذكر أن طه كتب خلال مسيرته 13 مصحفاً، وأشار إلى أنّ كتابة المصحف الواحد تستغرق منه 3 سنوات.