نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
تضاربت المعلومات حول حيثيات حرق مواطن أردني نفسَه أمام أحد المقرات الأمنية في الزرقاء.
وظهر أن وراء هذا التضارب، مساعي من لدن الجهات الأمنية الأردنية، لجعل الفعل الذي قام به المواطن في لحظة اكتمال اليأس حول عنق الحياة، أشبه بحادث عابر لا قيمة له ولا معنى.
التضارب وغياب المعلومات الدقيقة، وصل إلى مآلات ما قام به المواطن اليائس الغاضب، هل قضى نتيجة هذا الفعل؟ هل ما يزال على قيد الحياة؟ هل جرى اعتقاله بُعيد محاولته حرق نفسه أو بعض نفسه بقليل؟
متداولون أفادوا أن الرجل أحرق نفسه أمام أحد فروع المخابرات العامة، وأنه شتم الجميع قبل إقدامه على حرق نفسه. آخرون تعاملوا مع الموضوع بكثير من اللامبالاة، وجهات عديدة ذكرت أن الأمر بمجمله جرى استيعابه من الجهات الأمنية، وما عاد هناك ما يمكن تناقله، فحتى فيديو إحراقه لنفسه غير واضح ومغمَّم، أو جرى تعتيم أهم تفاصيله.
لا شك أن الأبجديات الأمنية الأردنية، تملك قدراً متوارثاً من الإحاطة والتحكم وتوظيف المعطيات. ولا شك أن محاولة مواطن إحراق نفسه أمام مقر واحد من تلك الجهات، نقصته النباهة، ووعي الضرورة، وسرديات توجيه التفاصيل. وبالتالي، يبقى السؤال: هل حرق نفسه؟ هل قضى نتيجة ذلك؟ أين أحرق نفسه؟ ما هي أسبابه ومبرراته ودواعيه؟ كلها وغيرها أسئلة سوف تبقى دون إجابات طالما أن الجهات الأمنية التي استهدفها المنتحر بفعلته قد نجت من نضاله الانتحاريّ، وحوّلت الأمر برمته إلى طرفة مسجلة صوتاً وصورةً.
في المقابل هل تذكرون إحراق التونسي محمد البوعزيزي لنفسه؟ إنه الإحراق الذي حوّل كل أنظمة الطغيان إلى رماد.
Author
-
روائي وإعلامي فلسطيني/أردني..مُعِدّ ومنتج تلفزيوني.. صدر له ثلاث روايات وأربع مجموعات قصصية