نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
خرجت في العاصمة الأردنية عمّان ومحافظات إربد والزرقاء والطفيلة ومحافظات أخرى، يوم أمس الجمعة، مسيرات شعبية رافضة لـ"إعلان النوايا"، مع إسرائيل.
عدة أحزاب يسارية من بينها الحزب الشيوعي الأردني دعت كوادرها للمشاركة في مظاهرة الجامع الحسيني، في عودة على ما يبدو، للدور المحوري الذي لعبته المساجد وجُمَعُها في ثورات الربيع العربي.
وفعلاً جاءت المشاركة في مظاهرة جُمعة 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، جامعة للمشهد الحراكي الحزبي الأردني المعارض، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، بما في ذلك الحراك العشائري، وحركة المقاطعة، والحملة الوطنية لإسقاط اتفاقية الغاز، والأطر الطلابية، والحركات النسوية، والنقابات.
وفي عمان دعت إلى المسيرة الحركة الشعبية للتغيير "تغيير"، حيث انطلقت المسيرة من أمام المسجد الحسيني في وسط البلد، بعنوان "رفضاً لاتفاقية العار.. الماء مقابل الكهرباء".
شعارات وهتافات قوية رفعت وصدحت الأصوات بها خلال مُظاهرة عمّان التي زاد عدد المشاركين فيها على ثلاثة آلاف متظاهر ومتظاهرة، منها: "التطبيع خيانة"، "التبعية خيانة"، "رهن السيادة خيانة"، "غاز العدو خيانة"، "من الجنوب للشمال غاز العدو احتلال" و"من الجنوب للشمال ماء العدو احتلال" وغيرها من الهتافات التي وُوجهت بمرافقة أمنية دون أي مظاهر عنف، أو استخدام للقوة بهدف تفريق المتظاهرين الغاضبين.
ونفذ مواطنون في محافظة الطفيلة وقفة احتجاجية رافضة لإعلان النوايا، مع الاحتلال الإسرائيلي، أمام مسجد الطفيلة الكبير.
في مظاهرات إربد حدث أمر لافت عندما نفّذ المشاركون قسماً جماعياً بعدم التعامل مع العدو بأي شكل من الأشكال: "أقسم بالله العظيم إنني لن أتعامل ولن أسهّل التعامل مع العدوّ الصهيونيّ وإنني سأقاوم التطبيع معه بكل الطرق والوسائل المتاحة لي".
وقالت وزارة المياه والري الثلاثاء الماضي: إن الأردن والإمارات وإسرائيل تنوي استكشاف جدوى مشروعَي المياه والطاقة اللذين وُقّعا في دبي "خلال فترة زمنية تنتهي في الربع الثالث من العام المقبل 2022".
وبما يبدو أنه ردٌّ على الإعلامي الصهيوني إيدي كوهين الذي تحدّى إن كان النواب والوزراء الأردنيون يعرفون أي شيء عن بنود الاتفاقية، نشرت وزارة المياه على موقعها الإلكتروني ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة عن وثيقة إعلان النوايا التي وقّع عليها أطراف الاتفاق الثلاثة بشأن "دراسة جدوى إقامة مشروع لتحلية المياه لتزويد الأردن بـ 200 مليون متر مكعّب من البحر الأبيض المتوسط" إضافة إلى "مشروع لإنتاج الطاقة المتجددة في الأردن تنفذه شركة إماراتية".
الوزارة أوضحت في بيان أن "حكومات الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل بحضور مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون المناخ جون كيري ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص لدولة الإمارات العربية للتغير المناخي سلطان بن أحمد الجابر وقعت وثيقة إعلان النوايا".
وبموجب البند الخامس، فإن "الوثيقة هي إعلان نوايا فقط، لا يترتب عليه أو يؤثر على أي التزامات أو حقوق قانونية على الأطراف الموقعة بموجب القانون الدولي".
ونصت الوثيقة في البند الأول منها على أن "كِلا المشروعين مشروطان ببعضهما؛ بمعنى أنه لن ينفذ أي مشروع دون تنفيذ الآخر".
Author
-
روائي وإعلامي فلسطيني/أردني..مُعِدّ ومنتج تلفزيوني.. صدر له ثلاث روايات وأربع مجموعات قصصية