مجدي الحلبي – ”نداء بوست“ – القدس
تجري مشاورات عسكرية مكثفة في إسرائيل بشأن الموقف تجاه سفن الوقود المرتقب انطلاقها من إيران إلى لبنان فيما تراه أوساط إقليمية تحدياً واضحاً من حزب الله اللبناني للولايات المتحدة وإسرائيل، مصادر عسكرية في تل أبيب قالت لـ "نداء بوست": إن المستوى العسكري ناقش هذا الملف وخلص إلى أن حزب الله وراعيته إيران تريدان جرّ المنطقة إلى حرب أو مواجهات واسعة، وذلك لتحسين الموقف الإيراني في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة وأوروبا. وأضافت المصادر أنّ إصرار نصر الله على تهديد إسرائيل والإعلان أكثر من مرة خلال أيام عن عزمه استقدام المازوت والوقود الإيراني لحل أزمة لبنان يأتي في سياق محاولته حمل إسرائيل على التدخل عسكرياً، وبالتالي منحه ذريعة فتح مواجهة عسكرية لا تريدها إسرائيل ولا أي من دول المنطقة، والغرض من ذلك من جهة أخرى كسب تعاطُف الداخل اللبناني بذريعة أن الأمين العالم لـ ”حزب الله“ يحاول مساعدة بلاده على حل أزمة المحروقات، ويكون بذلك خدم إيران في تحسين وضعها بالمفاوضات. الجهات الأمنية في إسرائيل ترى أن الحل الأمثل في الوقت الراهن، هو ترك الموضوع للجانب الأمريكي المعنيّ بالعقوبات على إيران. ويسود الاعتقاد في الدوائر الأمنية والعسكرية أن السفينة الأولى والتي يقال إنها غادرت إيران ستصل إلى مرفأ بيروت أو ميناء طرابلس. أما السفن الأخرى فربما لن تبحر أو أنها غير واردة في هذه المرحلة، بحسب المعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية بحسب المصادر. هذا ولفتت المصادر إلى أن هناك سفينة وقود موجودة قبالة السواحل السورية رُصدت حركة سفن شحن منها وإليها، مما يشير إلى احتمال أن يكون المازوت الإيراني الذي يعلن عنه نصر الله هو عملياً مازوت لبناني تم تهريبه سابقاً لسورية والآن يعود إلى لبنان كهبة من حزب الله للبنانيين. من ناحية أخرى تفيد المعلومات أن وحدة 1600 المعروفة باسم وحدة الإنتاج التابعة لحزب الله وراء كل ما يتعلق بسفينة المازوت، أما مسألة شراء رجال أعمال شيعة لبنانيين المازوت فهي عملية تمويه من الحزب في إطار سرية تحركات وحداته المختلفة في لبنان وسورية وأماكن أخرى في المنطقة. إلى ذلك، أفادت المصادر العسكرية أن هناك إمكانية أن تكون سفينة إيرانية أبحرت من ميناء بندر عباس الإيراني باتجاه البحر المتوسط، ولكن حتى الآن لا توجد إشارات إلى أن سفينة وقود أو أي نوع من المحروقات تتجه إلى البحر المتوسط. من جهة أخرى تفيد معلومات خاصة لـ "نداء بوست" أن قوات عسكرية أمريكية سوف تراقب مسار السفن المتجهة إلى المتوسط وأن قرارات بشأنها ستتخذ في حينه كما تقول المصادر. يُذكر في هذا السياق أن لقاء مرتقباً سيجمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت والرئيس الأمريكي خلال هذا الأسبوع، وستكون مسألة سفن الوقود إلى لبنان والوضع اللبناني على جدول مباحثاتهما، بالإضافة إلى ملفات ساخنة أخرى مثل الملف السوري وملف غزة والمفاوضات مع الفلسطينيين إلى جانب بحث ملف إيران بكل تفرُّعاته وتعقيداته.