نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
يُخيّم شبح الشتاء والبرد القارس على اللاجئين السوريين في لبنان في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها البلد، ورفع الدعم عن المحروقات، وارتفاع أسعار مصادر التدفئة في الأسواق نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية، ويشتكي معظم اللاجئين من تراجُع المساعدات الغذائية والملابس الشتوية للأطفال، التي كانت تقدمها الجمعيات الخيرية.
مدير عام "اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان URDA" الأستاذ حسام الغالي قال لـ"نداء بوست": "إنّ فصل الشتاء يأتي هذه السنة وأوضاع اللاجئين السوريين في لبنان في أزمة شديدة، إذ انعكس غلاء الأسعار الفاحش والانهيار الاقتصادي الحاصل بشكل كبير على وُجودهم في البلد، خاصة أولئك الذين لا يستطيعون العمل أو الذين لا يعملون"، كاشفاً أنّ أعداداً كبيرة من العائلات السورية في لبنان مصابة أو مريضة أو تعرضت لنوع من الإعاقات بسبب الحرب في سورية، وبالتالي فهم لا يستطيعون العمل، مشيراً إلى وجود حالات قاسية جداً، كانت في السابق تعتمد على بعض المساعدات قبل ارتفاع سعر الدولار وغلاء الأسعار.
وأشار الغالي إلى أنّ بعض اللاجئين كانوا يعملون في مجال البناء وكانت يوميتهم تتراوح بين الـ40 و 50 دولاراً يومياً، أما الآن فيومية اللاجئ في حال وجد عملاً يومياً (وهو ما أصبح صعباً جداً) تتراوح بين 5 و 7 دولارات يومياً، وأوضح الغالي أن مساعدات الأمم المتحدة لا تزال تنخفض كل سنة حتى أنّها وصلت إلى أدنى حد، مشيراً إلى أن ثلاثمئة ألف شخص فقط يستفيدون من منحة الأمم المتحدة (28$ على سعر منصة مصرف لبنان)، والبقية من اللاجئين لا يستفيدون منها.
وقال الغالي لموقعنا: "نحن أمام مأساة شديدة هذه السنة خاصة في ظل ارتفاع أسعار المازوت وقدوم فصل الشتاء في الأيام المقبلة".
وأضاف قائلاً: "دخلنا إلى بعض المخيمات ووجدنا الناس تضع في المدافئ "النايلون" وبقايا الأحذية والملابس"، وأضاف: "أحياناً يرسل بعض اللاجئين أبناءهم إلى "مكبات النفايات" لإحضار النايلون والأوراق من أجل حرقها دخل المدافئ و"الصوبات" وهذا يؤدي إلى أمراض خطيرة جداً ولكن ليس لديهم أي حل آخر".
وفيما يتعلق بالعام الدراسي الجديد، قال مدير عام اتحاد الجمعيات الإغاثية "حتى الآن معظم المدارس الخاصة باللاجئين لم تُفتح".
وأشار إلى أن المدارس الخاصة التي كانت تستقبل بعض اللاجئين توقفت بسبب الانهيار الاقتصادي الحاصل في لبنان، موضحاً أنّ المدارس الرسمية أيضاً حتى الآن لم تصلها الاعتمادات، وبالتالي فإنّ الطلاب السوريين ما زالوا في أزقَّة وطرقات المخيمات التي يقطنونها.
وأوضح أنّ الأمم المتحدة اعترفت في وقت سابق بوجود أربعمئة طفل بحاجة إلى التعليم، إلا أنها اعترفت في المقابل بأن الذين يتلقون التعليم فقط مئة ألف، وبعد ذلك أعلنت أن نسبة التسرّب المدرسي بلغت 56% بالمئة من هؤلاء المئة ألف، وهذا يعني أن هناك فقط 44 ألف طفل يتلقون الدراسة.
كما أكد الغالي أن اللاجئين السوريين يعيشون مأساة متراكمة يوماً بعد يوم في ظل عدم وجود أي حل ينصف هؤلاء اللاجئين في ظل صعوبة عودتهم إلى بلادهم.