"نداء بوست"- عواد علي- بغداد
من بين عشرين ديواناً، اختار الشاعر العراقي علي جعفر العلاق مجموعة قصائد لتُنشر في كتاب بعنوان "تفاحة الضوء"، صدر حديثاً عن دار "الآن ناشرون وموزعون" الأردنية في 454 صفحة من القطع المتوسط.
يقول الشاعر والناقد العراقي فاروق يوسف، في كلمة له على غلاف المختارات: "إن غنائية العلاق كانت إحدى العلامات الفارقة التي ميزت تجربته. كانت من صُنْع اللغة، وجاءت مستلهَمةً من عجينتها كما لو أنها مرآتها، أو أنها قُدَّت منها". ويضيف يوسف، مبيناً ملامح هذه الغنائية: "حرصَ العلّاقُ على رعاية النغم الداخليّ الذي يحْدُث عند لقاءِ المفردات أو تصادُمِها بعضها ببعضها الآخر، كما لو أنّ تلك المفردات لم تلتقِ من قبل، حتى لَيشعر القارئ أنّ الشاعر قد حذف الكثير من الكلمات التي وقعتْ خطأً في المسافة التي تفصل بين مفردتين كانتا تتجاذبان عن بُعد، من أجل أن يَصدر نغمٌ بعينِه هو في حدّ ذاته هدفُ القصيدة. كانت موسيقى ذلك الشعر نوعاً من الهِبَة التي تطلعُ من مكانٍ لم تنتبه التقنية إلى وجوده".
تحفل القصائد المختارة من دواوينه "وطن لطيور الماء"، "شـجر العائلة"، "فاكهة الماضي"، "أيّام آدم"، "طائر يتعثر بالضوء"، "فراشات لتبديد الوحشة"، وغيرها من الدواوين، بحالات وجدانية، وتجليات أسلوبية تنقَّل خلالها العلاق بين مواضيع متعددة خاطب فيها المرأة، والصديق، والوطن، والعائلة، والبشر المقهورين، والجمال المهدد بالزوال، وسائر المواضيع التي أَثْرَتْ تجربته الإنسانية والإبداعية على مدى أكثر من نصف قرن. كما يظهر حنين الشاعر لوطنه ومهد طفولته العراق في أكثر من قصيدة، وهو حنين يعكس وجهة نظره التي ترى أن ارتباط المبدع بالمكان هو ارتباط حتميّ وقويّ وحميم.
من الجدير ذكره أن علي جعفر العلاق شاعر وناقد وأستاذ جامعي مولود في محافظة واسط عام 1945، يحمل شهادة الدكتوراه من جامعة إكستر في بريطانيا عام 1984، وحاصل على جائزة العويس للشعر عام 2019، وعمل أستاذاً للأدب والنقد الحديث في جامعة صنعاء، ثم في جامعة الإمارات بالعين، وله أيضاً مجموعة كبيرة من الكتب النقدية، منها "مملكة الغجر" و"دماء القصيدة الحديثة"، و"في مديح النصوص"، و"المعنى المراوغ"، و"في حداثة النص الشعري" و"الدلالة المرئية".