نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
تُوفّي الحاج أحمد عمارة على فراشه، وبين أبنائه صبيحة أمس الثلاثاء نتيجة المُضاعَفات التي عانى منها نظراً لإصابته بفيروس "كورونا" قبل نحو عشرين يوماً.
وعلى الرغم من استقرار وضعه الصحي خلال خضوعه للعلاج ضِمن أحد المستشفيات الخاصة في حمص، إلا أن عدم قدرته على الاستمرار بدفع تكاليف الاستشفاء "باهظة الثمن" أجبرته على طلب الخروج للمنزل ليلقى مصيره المحتوم بعد أقل من ساعة على خروجه من المستشفى.
مُراسل "نداء بوست" في حمص نقل عن أحد أقرباء الحاج أحمد قوله بأن التكلفة المالية اليومية للعلاج ضِمن مستشفى "الرازي" تخطَّت حاجز المليون ليرة سورية بحُجة تقديم الأدوية "الأجنبية" وأسطوانات الأكسجين، ناهيك عن كشفيات الأطباء المختصين، والممرضين وانتهاءً بأجرة الغرفة أو السرير الذي تم تخصيصه للمرضى.
وأردف المصدر بأن كلفة العلاج لمدّة عشرة أيام كانت كفيلة بأن يترتب على أبناء الحاج أحمد ديون كثيرة لعلاج والدهم، الأمر الذي دفعه للمطالبة بإخراجه من المستشفى على الرغم من تحذير الأطباء من عواقب هذا التصرف، إلا أن الحاج أحمد قال بأنه على علم ودراية تامة بوضع أبنائه الثلاثة من الناحية المالية، وأقنع الأطباء بأن وضعه تحسَّن وأنه قد بدأ يسترد عافيته.
ولفت مُراسلنا إلى أن معظم الغرف ضِمن المستشفيات الخاصة باتت تغصّ بالمرضى مع اتساع رقعة انتشار فيروس "كورونا-كوفيد 19" بشكل غير مسبوق ضِمن مدينة حمص وريفها، الأمر الذي تزامن مع امتناع المستشفيات الحكومية عن استقبال المصابين بالمرض، وإحالتهم للمشافي الخاصة.
وتحدث مصدر طبي من مستشفى الكندي لمراسل "نداء بوست" بأن التوجيهات القادمة من مديرية الصحة في حمص نصّت خلال الشهر الماضي على ضرورة تجهيز ستّ غرف لحالات الطوارئ ضِمن كل مستشفى خاص، وذلك بعد التحذيرات القادمة من رئيسة شعبة الأمراض السارية في حكومة النظام الدكتورة "غدير الصليبي" والتي تحدثت عن بلوغ محافظة حمص ذروة المرض منذ أسبوعين.
وأشار المصدر إلى أن التعليمات الواردة من مديرية الصحة ما زالت تمنع نشر الأرقام اليومية لعدد المصابين، والوفيات على حدّ سواء، بالإضافة لمطالبة الكادر الإداري ضِمن المستشفيات الخاصة بالالتزام في التصريحات بالأعداد المُعلَن عنها بشكل يومي من قِبل وزارة الصحة في حكومة النظام.