فاجأت كتلة "الوفاء والمقاومة" التابعة لـ "حزب الله" اللبنانيين (سياسيين ومواطنين) وأيضاً المجتمعين العربي والدولي بتسمية رئيس الحكومة الأسبق "نجيب ميقاتي" لتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، بعد عام على استقالة حكومة الرئيس "حسان دياب"، وتسعة أشهر على تكليف الرئيس المعتذر "سعد الحريري"، وتسمية كتلة "حزب الله" البرلمانية لـ "ميقاتي" تأتي من باب عكس الإرادة الجدية لدى الكتلة بتشكيل الحكومة.
وقال رئيس الكتلة النائب "محمد رعد" بعد لقائه رئيس الجمهورية "ميشال عون" أثناء الاستشارات النيابية: "على مدى عام مضى وكتلتنا ترى وجوب تشكيل حكومة في البلاد ولطالما سعينا لتسهيل إنجاز هذه الخطوة واليوم مع ظهور مؤشرات تلمح لإمكانية تشكيل حكومة فإننا نسمي ميقاتي لنسهل مهمة التأليف".
وقال المحلل السياسي اللبناني "بسام غنوم" في حديث لموقع "نداء بوست": إن اختيار كتلة "الوفاء للمقاومة" الرئيس "نجيب ميقاتي" لرئاسة الحكومة الجديدة تطور إيجابي جديد على الساحة اللبنانية خصوصاً أن هذا الموقف جاء بخلاف موقف التيار الوطني الحرّ بزعامة النائب "جبران باسيل" الذي رفض تسمية "ميقاتي".
وأضاف "غنوم" أن كلام "رعد" عن تأييد الكتلة لاختيار "ميقاتي" وأن تشكيل الحكومة بات أمراً ضرورياً للخروج من الأزمات، ويؤكد أن الموضوع الاقتصادي في لبنان وحالة التأزم السياسي القائم أصبحت تضغط بشكل كبير على الواقع السياسي اللبناني وأيضاً على "حزب الله" وبيئته الداخلية التي أصبحت تئنّ وترتفع الأصوات داخلها مما آلت إليه الأوضاع خصوصاً مع انقطاع الكهرباء وارتفاع الدولار ونفاد الأدوية.
وأردف قائلاً: "يبدو أن حزب الله قرر الاستجابة لمطالب الناس والضغوط الشعبية والانحناء للعاصفة".
وأشار "غنوم" إلى أن "موقف الكتلة مع ميقاتي كان معاكساً لما جرى مع الرئيس المعتذر سعد الحريري الذي دعمته الكتلة لكنها لم تسمه أثناء الاستشارات النيابية.
واعتبر أن موقف "حزب الله" باختيار "ميقاتي" يحمل رسائل ودلائل مبطنة وينعكس إيجاباً على تشكيل الحكومة المنتظرة منذ عام، لكن في الوقت نفسه اعتبر المحلل السياسي أن التفاؤل بتشكيل الحكومة لا بد أن يكون حذراً خاصة في ظلّ بقاء العقد والعقبات التي كانت تعترض "الحريري" على حالها.
و"نجيب ميقاتي" هو نائب عن مدينة طرابلس، وسبق أن ترأس الحكومة في لبنان مرتين؛ الأولى عام 2005 والثانية عام 2011، ومعروف عنه بأنه أتى إلى السياسة من قِطاع رجال الأعمال.
وتتزامن استشارات تكليف رئيس جديد للحكومة مع مواقف عربية ودولية حذرت المسؤولين اللبنانيين من الاستمرار في عرقلة تشكيل الحكومة، والحيلولة دون إقرار برنامج إصلاحي يعده المجتمع الدولي شرطاً لتوفير المساعدات التي ستسمح للبنان بمواجهة أزمته الاقتصادية.