نداء بوست – أخبار دولية – موسكو
أكّدَ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين الماضي على ضرورة التزام تركيا بتعهداتها في ما يخص محافظة إدلب وتسريع إنجاز الهدف الرئيس من الاتفاق بين الجانبين الروسي والتركي وذلك عبر إنهاء التنظيمات الإرهابية ولا سيما "هيئة تحرير الشام" مؤكداً أنَّ موسكو ملتزمة بالاتفاقيات التي أبرمتها مع أنقرة حول الملف السوري.
وتحدث لا فروف خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره المصري سامح شكري أنَّ تهديد التنظيمات الإرهابية في سورية ما زال مستمراً وحرص على أهمية إسراع أنقرة في إنهاء هذا التهديد.
كما أشاد الوزير الروسي بالتصريحات التركية الدائمة حول الحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها بكونها تعكس الرغبة النهائية لتركيا والتي تتقاطع مع الرؤية الروسية، وعلى هذا الأساس قال يحق فقط للدول التي تلقت دعوة رسمية من قبل الحكومة الشرعية بأن تبقى في سوريا وذلك بموجب القرار الأممي 2254 في إشارة إلى كل من روسيا وإيران فقط.
وقال الأكاديمي والخبير الدكتور محمود الحمزة المقيم في موسكو في تصريحٍ خاص لـ "نداء بوست" إنَّ تأكيد لافروف على ضرورة القضاء على الإرهاب في محافظة إدلب يأتي جراء عدم تنفيذ بنود اتفاقية سوتشي حول فصل المعارضة السورية المعتدلة عن المتطرفة "الراديكالية" وأضاف أنّ تركيا من طرفها تتهم روسيا بعدم تطبيق بروتوكول سوتشي (2019) الخاص بإبعاد التنظيمات الإرهابية عن الحدود التركية.
وأضاف الحمزة إنَّ الهدف الرئيسي من هذه التصريحات هو استنساخ نموذج الجنوب السوري وتطبيقه في إدلب ولكن مع ذلك يُدرك الروس صعوبة الأمر لانتشار قوى عسكرية محلية كالمعارضة السورية وهيئة تحرير الشام والجيش التركي، لذلك تعوّل موسكو على حل القضية بالحوار والتفاهم مع أنقرة التي لديها شروط.
كما أوضح أنَّ هذه الشروط تتعلق بشمال شرق سورية حول وجود قوات قسد بحيث يتم الالتزام بالاتفاقية التركية الروسية عبر خروج قوات قسد وإبعادها 30 كيلومترا عن الحدود السورية التركية ولكن هذه الاتفاقيات لم تنفذ.
وإلى ذلك يؤكد الحمزة أنَّ الطرفين بحاجة على ما يبدو لعقد صفقة ما وهذا يمكن قرائته من خلال تصريحات لافروف الأخيرة، كما أكّدَ صعوبة تنازل تركيا عن إدلب التي تعتبرها امتداداً لأمنها القومي إلّا بثمن يرضيها في إشارة إلى شمال شرق سورية. ولذلك، فإن اللقاء الأخير الذي جمع الرئيسين الروسي والتركي ركز بشكل أساسي على إيجاد حل مرض للجانبين وعلى هذا الأساس تمت إحالة الأمر إلى وزارت الدفاع والخارجية والأمن لكي يبدأوا بالبحث عن حلول مقنعة وهذا يشير إلى عدم الاتفاق النهائي بين الجانبين؛ وأكد الحمزة على أن الطرفين الروسي والتركي لا يريدان الدخول في عمليات عسكرية، بينما تصر إيران والنظام السوري وحدهما على الحل العسكري.
ويختم الخبير السوري قائلاً إنّ الحل السلمي بين أنقرة وموسكو ستكون تداعياته سيئة على النظام السوري، لأنّه سيكشف مدى فساده وعدم قدرته على الاستمرار في السلطة.
يذكر أن روسيا انخرطت بشكل عسكري في الصراع السوري في النصف الثاني من العام 2015 ودعمت النظام السوري بشكل كامل، واستخدمت موسكو حق النقض الفيتو 16 مرة في مجلس الأمن لصالح النظام.