خاص – ألمانيا
انخرط عدد من اللاجئين السوريين والعرب في ألمانيا، في الأنشطة التطوعية الهادفة لمواجهة أزمة الفيضانات التي ضربت غربي البلاد مؤخراً، وأودت بحياة أكثر من 180 شخصاً وخلفت خسائر هائلة في البنى التحتية والاقتصادية.
الكارثة المؤلمة التي ضربت ألمانيا، أظهرت جانباً تضامنياً ملفتاً من قبل اللاجئين السوريين والعرب الذين سارعوا لتقديم الخدمات ومساعدة فرق الإنقاذ، فيما أكدت وسائل إعلام عالمية أن مئات السوريين تطوعوا وهرعوا نحو المناطق المنكوبة، وساهموا في إسعاف الجرحى وتعبيد الطرقات وقدموا العديد من الخدمات.
رد للمعروف
الشاب "هادي الكردي" اعتبر في حديث لموقع "نداء بوست": أن ما يقوم به اللاجئون في المجتمع الألماني، هو بمثابة رسالة محبة وسلام منهم للدولة التي استقبلتهم عندما فروا إليها طالبين الأمان.
واستطرد قائلاً: "هذه الخطوات، هي أفضل رد على بعض الأطراف المعادية للاجئين والتي تسعى لتعويم العنصرية على حساب الإنسانية، خاصة أولئك الذين يحاولون تصوير اللاجئين على أنهم خطر يهدد البلاد وبأنهم إرهابيون عابرون للحدود".
ويضيف "الكردي": "ألمانيا الآن وبالنسبة للكثير من للاجئين، وأنا منهم، لم تعد ملجئاً، وإنما بمثابة وطن جديد، خاصة وأن عدداً كبيراً من اللاجئين حصل على الجنسية الألمانية، ونال كافة الحقوق في ألمانيا"، مشيراً إلى أن مثل هذه المبادرات تقرب المسافات بين الشعوب.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مساعد منسق جهود المتطوعين السوريين في ألمانيا "أنس العقاد"، قوله إن كارثة الفيضانات ذكرته بوطنه الذي غادره قبل أعوام، وكانت ألمانيا من أكثر الدول التي استقبلت السوريين، وفتحت حدودها عام 2015 أمام أكثر من مليون مهاجر فروا من الحرب والفقر.
وأضاف "العقاد": "ما عرفناه عن ألمانيا أنها منظمة للغاية، وجميلة جداً ومليئة بالمساحات الخضراء، ولكن هنا في وسط الكارثة شعرنا وكأننا عدنا إلى سوريا".
أبطال حقيقيون
على الجانب الآخر من مأساة الفيضانات، أبدت الشابة الألمانية "يوليا فلايشهاور" إعجابها بالشباب والشابات اللاجئين، الذين قالت إنهم سارعوا لإنقاذ المحتاجين ومد يد العون للآخرين، واصفةً إياهم بأنهم "أبطال حقيقيون".
ورأت "فلايشهاور" في مشاركة اللاجئين ضمن المجموعات التطوعية منذ 2015 وحتى اليوم، عامل تأكيد على أنهم تمكنوا من الاندماج في المجتمع الألماني بشكلٍ أسرع مما كان متوقعاً، وأنهم قادرون على إضافة أشياء جديدة وترسيخ ثقافة التآخي داخل ألمانيا.
الحكومة الألمانية، كانت قد أعلنت أن إجمالي خسائر البلاد بسبب الفيضانات وصلت إلى 2 مليار يورو، وأن عمليات إعادة الإعمار في بعض المناطق قد تستغرق سنوات قادمة.
يذكر أن اللاجئين السوريين والعرب سبق أن نظموا مجموعات تطوعية في مختلف الولايات الألمانية خلال أزمة انتشار جائحة "كورونا"، وذلك للمساعدة في مكافحة الوباء وتقديم الخدمات لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.