نداء بوست- أخبار صحية- وكالات
حِيال تصاعُد وتيرة انتشار "المتحور دلتا" في أوروبا، أطلقت حكومات دول أوروبية بعض الإجراءات التي من شأنها الحد من انتشاره وسط رفض شعبي لفرض اللقاح.
حيث حذّر وزير الصحة الألماني ينس سبان اليوم الإثنين من أن معظم سكان ألمانيا سيكونون إما "تلقوا اللقاحات أو تعافوا أو توفوا" جرّاء كوفيد في غضون بضعة أشهر، في إطار دعوته للإقبال على اللقاحات.
ويأتي التحذير في وقت تسابق ألمانيا الزمن لاحتواء الارتفاع القياسي في عدد إصابات كورونا في الأسابيع الأخيرة، فيما دقّت المستشفيات ناقوس الخطر حيال الضغط الذي تعاني منه وحدات العناية المركّزة. حيث لم يتلقَّ كاملَ جرعات اللقاح سوى 68% من سكان ألمانيا وهي نسبة يقول الخبراء إنها منخفضة للغاية للسيطرة على الوباء.
وأكد "معهد روبرت كوخ" أن ألمانيا، البلد الأكبر في الاتحاد الأوروبي لجهة عدد السكان، سجّلت 30 ألفاً و643 إصابة جديدة الإثنين، ليصل إجمالي عدد الإصابات منذ بدء الوباء إلى أكثر من 5,3 مليون.
وتوفي نحو 100 ألف شخص حتى الآن، بينهم 62 شخصاً خلال الساعات الـ24 الأخيرة. وقال سبان: "لدينا وضع صعب للغاية في الكثير من المستشفيات". وأعلنت ألمانيا الأسبوع الماضي عن قيود مشددة لاحتواء موجة وبائية رابعة تجتاح البلاد. وسيحظر بموجبها على غير الملقَّحين دخول الأماكن العامة مثل قاعات السينما والقاعات الرياضية والمساحات الداخلية ضمن المطاعم.
وفي النمسا أصبح الإغلاق سارياً منذ منتصف ليل الإثنين رسمياً، وهو إجراء أثار غضب السكان، على غرار بلجيكا وهولندا، حيث أدت إعادة فرض تدابير للحد من انتشار "كوفيد-19" إلى وقوع صدامات. وأغلقت في فيينا كامل المتاجر والمطاعم وأسواق الميلاد والحفلات الموسيقية ومراكز التجميل، باستثناء المدارس، وساد الصمت في العاصمة وسائر الدولة. حيث تعد النمسا أول دولة أوروبية تعاود حجر سكانها بالكامل، منذ تم توفير اللقاحات للسكان على نطاق واسع.
وفرض الحجر المنزلي على 8,9 مليون نمساوي باستثناء حالات معينة مثل شراء الحاجيات وممارسة الرياضة وتلقي الرعاية الطبية. كذلك يمكن الذهاب إلى العمل واصطحاب الأطفال إلى المدرسة، لكن السلطات دعت إلى إبقائهم في المنزل. وكانت نتيجة القرار الجديد أن حصلت ردة فعل سريعة، وتظاهر السبت نحو 40 ألف شخص منددين "بالديكتاتورية"، تلبية لدعوة أطلقها حزب اليمين المتطرف. وحذر وزير الداخلية كارل نهامر الأحد من أنه إلى جانب "المواطنين القلقين" يوجد آخرون "يتطرفون"، الإثنين، في لينز (بالشمال)، حشدت مسيرة أخرى آلاف المتظاهرين.
وفي هولندا اندلعت الاضطرابات الأحد، وأطلق المتظاهرون الألعاب النارية وألحقوا أضراراً جسيمة في "إنشيده"، بالقرب من الحدود الألمانية، وفي غرونينغن وليوفاردن في الشمال وتيلبورغ في الجنوب.
وفرضت الحكومة إغلاقاً جزئياً يتضمن سلسلة من التدابير الصحية التي تتعلق خصوصاً بقطاع المطاعم والتي ينبغي أن تغلق أبوابها عند الساعة الثامنة مساءً. وتنوي كذلك منع الأشخاص غير الملقَّحين من دخول أماكن معينة للحدّ من انتقال العدوى.
وندد رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي الإثنين بالاضطرابات التي أثارتها الاحتجاجات، واصفاً إياها بأنها "عنف محض" ينفّذه "حمقى" فيما تعهّد بملاحقة المسؤولين عنها قضائياً. وقال لوسائل إعلام هولندية: إن أعمال الشغب التي شهدتها مدن عدة في أنحاء البلاد منذ الجمعة ليست إلا "عنفاً محضاً تحت ستار الاحتجاج".
وأضاف بأنه سيدافع على الدوام عن الحق في الاحتجاج، لكن "لن أقبل بتاتاً بأن يستخدم الحمقى العنف المحض". وكذا في بروكسل، نشبت الأحد صدامات بعد تجمُّع نحو 35 ألف متظاهر رافض للتدابير الجديدة. وأعلنت بلجيكا تعميم وضع الكمامة وتنوي كذلك جعل العمل عن بُعد إلزامياً للوظائف التي تسمح بذلك من أجل وقف انتشار الوباء في البلاد.
وفي غوادلوب إحدى الجزيرتين الرئيسيتين في جزر الأنتيل الفرنسية، تحولت تظاهرات معارضي الشهادة الصحية والتطعيم الإجباري للعاملين في مجال الرعاية الصحية إلى أزمة ضخمة.
ووصلت تعزيزات من الشرطة بعدما عمت أعمال العنف ليل السبت إلى الأحد تخللتها أعمال نهب وحرق. وأعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا آرديرن الإثنين أن بلادها سترفع الإغلاق الذي دام ثلاثة أشهر ونصف الشهر في أوكلاند أكبر مدن البلاد في مطلع ديسمبر/ كانون الأول باعتماد إستراتيجية جديدة لمكافحة فيروس "كورونا".
وفي أستراليا، قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون اليوم: إن أستراليا ستسمح بدخول حاملي التأشيرات المؤهَّلين الذين تلقَّوُا التطعيم بالكامل للبلاد اعتباراً من أول ديسمبر/ كانون الأول دون التقدم بطلب إعفاء سفر، إذ تتخذ البلاد مزيداً من الخطوات نحو استئناف السفر الدولي.