نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
أثار فيلم "أصحاب ولا أعز" العربي المشترك إنتاجاً تنفيذياً وتمثيلاً، موجة من السخط، لا تُقارَن ببعض التعليقات المادحة للنسخة العربية من الفيلم الإيطالي الشهير Perfect Strangers.
السخط على الفيلم المحمَّل أجندات مشبوهة، لم يقتصر على مشاهديه في مصر فقط، بل أيضاً في الأردن وفلسطين، وحتى في لبنان نفسها التي يشارك منها في الفيلم أكثر ممثلي الفيلم وصانعيه، ومنهم مخرج الفيلم وناقله عن النسخة الإيطالية، اللبناني وسام سميرة مخرج الإعلانات والكليبات في أول تجربة سينمائية روائية طويلة له.
من بين المنتجين المنفذين للفيلم الذي تتصدى منصة "Netflix" لعرضه وتوزيعه، اللبنانيان جان لوكا شقرا وماريو حداد والمصري محمد حفظي، فإن الأخير كان حاضراً بالأجندات المشبوهة نفسها عندما كان من بين ثلاثة أيضاً أنتجوا فيلم "أميرة" الذي قِيل فيه ما قِيل، ومسّ بصميم كرامة الأسرى الفلسطينيين.
وهنا يتساءل أحد المعبرين عن استيائهم: "إلى متى سيظل أصحاب هذه الأجندات يلعبون معنا لعبة القط والفأر؟"، مُلمِّحاً إلى أنهم يخسرون في جولة، فيهربون مباشرة لجولة أخرى، دون أدنى مراجعة لما يقدمونه، ولما يتناسب مع قِيم مجمعاتنا العربية، وأعراف يتوارثها الناس كابراً عن كابر.
سبعة أصدقاء، ستة منهم زوج وزوجة وسابع يشارك وحده بسهرة في بيت أحدهم، لتبدأ اللعبة التي تنتهي باستهداف قِيم وأخلاقيات كبرى، من مثل تمرير الخيانة الزوجية، والمثلية، والتطاول على الأمهات، وركل مختلف الثوابت التي تميز مجتمعاتنا العربية الإسلامية عن غيرها من المجتمعات.
لمصلحة مَن؟ يسأل معلّق آخر. وثالث يقول: إن بعض ما تطرّق الفيلم إليه، قد يحدث في بعض المجتمعات العربية (لبنان نموذجاً) في ظروف بعينها، ولكن تحويلها إلى موضوع في فيلم سينمائي يجعلها قضايا مكرّسة، مفروضة بأمر الأجندات المشبوهة، وتصبح شاغلنا الشاغل، لا الطغاة، ولا ضياع البلاد، ولا الصهاينة، ولا الفقر، ولا برد المخيمات، ولا شتات البوصلات، ولا الفساد، ولا غياب الكرامة العربية، وانعدام الحرية، وكل قضية حقيقية أخرى غير هذه القضية.
صديق يخون صديقاً يبلغ عمر صداقتهما 25 عاماً، ويقيم علاقة مع زوجته. صديق من جيلهم غير متزوج، ليتبيّن خلال أحداث الفيلم أن سبب عدم زواجه هو شذوذه الجنسي بوصفه مثليّاً لا يريد أن يبوح لهم بذلك حماية لشريكه في المثلية، فالمحب يجب أن يحمي حبيبه كما يقول في أحد حوارات الفيلم. زوجة تتواصل مع متحرّش افتراضيّ. زوج يتواصل مع مراهقة ترسل له صوراً فضائحية.
زوجة تتآمر مع صديقتها لإخراج حماتها من بيتها. زوج يعاشر موظفة لديه وتحمل منه، ويخون صديق عمره بإقامته علاقة مع زوجة هذا الصديق، فتغضب الزوجة الخائنة من معاشرته لموظفته!! مراهقة تحمل في حقيبتها (واقياً ذكورياً) ووالدها لا يتوقف عند هذه التفصيلة، بل عند تفصيلة كيف سمحت زوجته (والدة الصبية) لنفسها أن تفتح حقيبة ابنتها!! وطيلة مدة الفيلم أحاديث من هذا القَبيل، كما لو أن كل هذا الخراب الذي يطال بلادنا من المحيط إلى الخليج يجري في بلاد "الواق واق"!.
Author
-
روائي وإعلامي فلسطيني/أردني..مُعِدّ ومنتج تلفزيوني.. صدر له ثلاث روايات وأربع مجموعات قصصية