نداء بوست – عبدالله العمري – دير الزور
دخل فصل الشتاء، وبدأت معه معاناة الأهالي في ريف دير الزور الخاضع لسيطرة قوات النظام السوري فبالإضافة لموجة غلاء الأسعار التي تعيشها كافة المناطق السورية، ضاعف ارتفاع أسعار المحروقات بشكل كبير من معاناة المدنيين.
مراسل "نداء بوست" في المنطقة، أشار إلى أن الأهالي يواجهون مصاعب عدة في تأمين وسائل للتدفئة، بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار المحروقات في المنطقة.
محمد أب لعائلة مؤلفة من خمسة أشخاص يعيش في مدينة "البوكمال" على الحدود العراقية قال لـ"نداء بوست": إنه -كما هو الحال مع بقية الأسر السورية- يعتمد بشكل أساسي على مادة المازوت للتدفئة ولكنها لم تَعُدْ متوفِّرة وإن توفَّرت فستكون بأسعار كبيرة، حيث وصل سعر البرميل من 160 إلى 180 ألف ليرة في السوق السوداء، بينما يقوم النظام بتوزيع كمية قليلة جدّاً على "البطاقة الذكية" بسعر 200 ليرة سورية للتر الواحد، ولكنها لا تكفي أسرته لمدة أسبوع واحد حيث يحتاج بشكل يومي إلى 10 لترات.
أما أبو محمود فأوضح أن حاله كحال العديد من الأسر الفقيرة التي لجأت إلى مادة الجاز كونها أرخص من المازوت بكثير، وأكثر توفُّراً، حيث يبلغ ثمن سعر اللتر الواحد منها 650 أو 700 ليرة سورية، وتحتاج العائلة يومياً إلى ما يعادل 4 لترات من الجاز.
ولكن ذلك أدى كما يقول محدثنا إلى إصابة أحد أطفاله بالربو نتيجة الغازات التي تنبعث من اشتعال الجاز، إضافة إلى أمراض في الصدر والرئتين.
أما أم إبراهيم وهي أرملة ولديها طفلان، فقالت: إنها لا تستطيع تأمين ما يلزمها من ثمن وقود للتدفئة سواء من المازوت أو الجاز، كما أنها لا تملك ثمن مدفئة أساساً، لذلك لجأت إلى حرق ما لديها من ثياب بالية وأحذية قديمة، إضافة إلى ما يستطيع طفلاها جمعه من مادة الكرتون وبعض من أغصان الأشجار المتبقية في المنطقة.
يُشار إلى أن مناطق شمال شرقي سورية تعاني من موجة غلاء كبيرة بأسعار المواد الغذائية والمحروقات، كما أن ما يتم توزيعه من المحروقات سواء من النظام أو "قسد" لا يكفي العوائل لمدة أسبوع، فضلاً عن انتشار الواسطات والمحسوبيات وتوزيع المواد لغير مستحقيها.